دهر يزعزع ركن المجد والأدب

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

دهر يزعزع ركن المجد والأدب

فاحذر أخا الفضل من بلواه واحتسب

يطوق فينا بكاسات فيسكرنا

من خمرة الحزن لا من خمرة العنب

يا من يغرهم من كأسه حبب

كم أمةٍ شرقت في ذلك الحبب

يروغ والعهد منه في الثبات حكى

خيطاً من القطن في خط من اللهب

وطالب أمنه والغدر شيمته

كمن يوفق بين النار والحطب

لولا الإله وحاشا من معارضة

لقلت دهر كذوب بل أبو الكذب

وقلت واللّه ما في حكمه حكم

وأن أتت فلتة من أعجب العجبِ

تبت يداه رماه اللّه في عطب

كما رما شيخنا ناصيف بالعطب

اليازجي الذي عمت فضائلهُ

صحائف الأمتين العجم والعرب

دست الرسوم وكشاف الهموم ومص

باح العلوم حميد الفعل واللقبِ

حق علينا مدى الأيام نندبه

حق لفضل لهُ كالحق للنسبِ

نرثيه ما دام دمع والحياة بنا

وكلما قلم يجري على الكتبِ

فكم هدينا بشمس من معارفه

وفكرة سطعت كالأنجم الشهبِ

وكم له في جبين الدهر من ملح

قد سار يزهو بها كالمفرد العدبيِ

في الخافقين لقد رنّ قصائده

وكم تغنت بها الآلات في الطربِ

نروي بحور قريض عنهُ وأسفي

وطالما قد روي من بحره اللجبِ

فلا يؤمني بهذا العصر من أحد

أن قلت مات وربي أفصح العرب

ودعته ودموع العين طاغيةٌ

سيلا تودع بحر الفضل والأدبِ

يا ويلتي ذا وداع لا لقاءَ لهُ

فيه فوادي غدا في أعظم الكربِ

كيف السلو وما ناحت مطوقة

إلا ونوحي علا عن صدر منتخبِ

وأنني سوف أسلوه إذا خمدت

نار الفؤاد وعاد الصبر كالضربِ

سار الهمام الذي بالأمس كان لنا

وللأنام أمام العلم والطلبِ

يا كوكباً سار نحو البدر عن شغف

قوموا أنظروا الكوكب السيار في التربِ

نحو الحبيب لقد سارت رواحلهُ

لما علا حبهُ أعلى علا الرتبِ

زياك غصن رطيب جف مورده

وبذرتم وهي بالكسف والنوبِ

سقيتِ مزن الرضايا تربة جمعت

بين الحبيبين خير أبن وخير أبِ

فإن يغيب ذلك البحر العميم فذي

جدواه في مجمع البحرين لم تغبِ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.