عز قرب الدار إلا في الكرا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

عز قرب الدار إلا في الكرا

فاعذرني قلبيإذا ما انفطر

لا تلومنيإذا جرت لظى

حرقي في ماء عيني لنهرا

فالذي قد راعني اليأس به

يقتضي أكثر مما قد جرى

فات في الأولى دنوي منهم

ودنا إلى الأخرى السرى

مرض وافقه في طغى

كبر ضايق مني العمرا

واشتياق واسي لم يبقيا

من بقايا الجسم إلا الأثرا

فاذكرا لي خبر الحي عسى

يخلف السمع على النظرا

ثم قصا لي أحاديث الحمى

وبرغمي أن أراها خبرا

ثم سلعا والمصلى سقيا

أدمع العشاق إن لم تمطرا

وقبا جاد قبا صوب حيا

يلبس الأرجاء منها حبرا

وصفا لي طيب ليل مرلي

ثم لم أحسبه إلا سحرا

أفق لست أرة فيه السها

وهو أخفى الشهيب الأقمرا

مع أناس كنت أهوى معهم

كلما لذا الكرى لي السهرا

ولسمعي من أحاديثهم

مثلما أضحى له الطرف يرى

وأذكر الروضة يملا ذكرها

سائر الآفاق نشراً عطرا

روضة ضمت جناحاها سنا

قبر من أيدي الهدى والمنبرا

بقعة شرفها الله وقد

حل في ترتبها خير الورى

أحمد الهادي إلى الله وقد

جهل الخلق الهدى والنذرا

زان عبد الله لابل هاشما

بل قريشاً كلها بل مضرا

فلذا أن ذكروا الفخر به

لم يكق غير همو أن يفخرا

جاءه الوحي جبريل وقد

ألف الوحدة في غار حرا

فدعا فرداً إلى الله ولم

يخش في دعوته من كفرا

وأتاهم بكتاب محكم

أعجز الجن وأعيا البشرا

وهموا عن معجزات بهرت

بعد ما قد حققوها تظرا

وحوي السبق رجال أصبحوا

للألى جاء واحجولا غررا

لا يبالون وقد حازوا الهدى

قل جمع للعدا أو كثرا

ثم لما آذن الله لهم

فيهم ساروا كآساد الشرا

بايعوا الله على أنفسهم

في جهاد الكفر واللهاشترى

وكساهم حلل النصر التي

نبذت تلك الأعادي بالعرى

وحباهم أرضهم من بعدما

اسكنوا أعداءهم بطن الثرى

كم رأوا بالنصر يوماً أبيضاً

ذاق فيه الكفر موتاً أحمرا

ورسول الله فيهم كلما

أحمر باس كان منه الوزرا

قد عودا يوم بدر لأمرئ

فغدا في الحال غضباً أبترا

وكذا في غير بدر قعدت

قضب تفري الطلي والقعرا

من جريد لا حديد طبعت

منه أيدي القوم يوماً زمرا

بل يراها الله أعجازاً فلم

يرم شئيئاً حدها الأبرا

صاحب الإسراء في ليلته

يقظة كان السرى لافي الكرى

ودعا الأشجار فانقادت له

تخرق الأرض وتجتاب الثرى

ثم لما قال عودي رجعت

سرعة طائعة ما أمرا

ورأى ذلك من عاينه

فنفى الخبر وأبقى الخبرا

ودعاه ساحراً يا ويحه

من شقي أفسحر ما يرى

يا لها من شقوة تقضي بأن

يجحد المبصر ما قد أبصرا

وكذا قد أنطق الله له

بسلام في الطريق الحجرا

فصل الصخر قلوباً منهم

أبت الرشد عناداً أو مرا

ولقد شاهد كلا منهم

حين شق الله ثم القمرا

وحنين إذ أتى الكفر بها

زمراً تتبع منهم زمرا

كل ليث أنشب البأس له

ناب فتك في الورى أو ظفرا

فتولى الناس عنهم ما عدا

نفراً قاموا لديه حذرا

ورمى الكل بجمع من حصي

وتراب فتولى مدبرا

ملأ الأعين منهم فاشتهى

كلهم خوف عماه العورا

وعموا عن موقف الحرب فلا

أحد يبصر إلا ما ورا

وتخلوا عن ذراريهم ولم

ينج إلا من أتى معتذرا

مؤمناً فارق طوعاً كفره

إذ رأى معجزة قد بهرا

كل هذا شهد النقل به

فأقرؤا أخباره والسورا

غرس النخل لسمان فما

مر ذاك العام حتى أثمرا

ففداه الله في الحال وقد

كان في رق العدا مستأثرا

وكذا قد رد عيناً سقطت

فزكت عيناً وطابت أثرا

وغدت أحسن عينيهإذا

نظرت منه وزادت نظرا

والحصى سبح في راحته

وجرى الماء بها منهمرا

وحنين الجذع فيه عظة

لامرئ أزمع عنه سفرا

أين لفي الصبر من فارقه

وجماد لم يجد مصطبرا

ما حنين المرء لو أحرقه

بعد جزع جن أمراً منكرا

لهف نفسي هل لليل البعد من

منتهى أبلغ فيه السحرا

فلقد طال مطال الهجر بي

وافتضى ورد حياتي الصدرا

ولئن مت ولم أبلغ مني

كنت من قبل لها منتظرا

فلقد قدرت أن أحظى به

وأبى الله سوى ما قدرا

وعسى في الحشر أن يوردني

ظمأ الشوق إليه الكوثرا

قد تمسكت بحبي أحمدا

وهو للممسك من أقوى العرا

فلعل الله أن يعفو عن

مذنب قد جاءه مستغفرا

أن يكن ذنبي كثيراً فلقد

رمت عفواً عن ذنوبي أكبرا

متجري توحيد ربي والذي

ماله توحيده لن يخسرا

واعتقادي في نبي أنه

في غد شافع ما قد قصرا

فصلاة الله ما هبت صبا

تنحني ذاك الجناب الأطهرا

وسلام الله يسري نحوه

فيحيل الترب مسكاً إذ فرا

وتحيات توالي كلما

هزت الريح قضيباً نضرا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.