بَينَ النَقا وَلَعلَعِ

ظِباءُ ذاتِ الأَجرَعِ

تَرعى بِها في خَمَرٍ

خَمائِلاً وَتَرتَعي

ما طَلَعَت أَهِلَّةٌ

بِأُفقِ ذاكَ المَطلَعِ

إِلّا وَدَدتُ أَنَّها

مِن حَذَرٍ لَم تَطلُعِ

وَلا بَدَت لامِعَةٌ

مِن بَرقِ ذاكَ اليَرمَعِ

إِلّا اِشتَهَيتُ أَنَّها

لَما بِنا لَم تَلمَعِ

يا دَمعَتي فَاِنسَكِبي

يا مُقلَتي لا تُقلِعي

يا زَفرَتي خُذ صُعُداً

يا كَبِدي تَصَدَّعي

وَأَنتَ يا حادي اِتَّئِد

فَالنارُ بَينَ أَضلُعي

قَد فَنِيَت مِمّا جَرى

خَوفَ الفِراقِ أَدمُعي

حَتّى إِذا حَلَّ النَوى

لَم تَلقَ عَيناً تَدمَعِ

فَاِرحَل إِلى وادي اللِوى

مَرتَعِهِم وَمَصرَعي

إِنَّ بِهِ أَحِبَّتي

عِندَ مِياهِ الأَجرَعِ

وَنادِهِم مَن لِفَتىً

ذي لَوعَةٍ مَوَدِّعِ

رَمَت بِهِ أَشجانُهُ

بَهماءَ رَسمٍ بَلقَعِ

يا قَمَراً تَحتَ دُجىً

خُذ مِنهُ شَيئاً وَدَعِ

وَزَوِّديهِ نَظرَةً

مِن خَلفِ ذاكَ البُرقُعِ

لِأَنَّهُ يَضعُفُ عَن

دَركِ الجَمالِ الأَروَعِ

أَو عَلِّليهِ بِالمُنى

عَساهُ يَحيا وَيَعي

ما هُوَ إِلّا مَيِّتٌ

بَينَ النَقا وَلَعلَعِ

فَمُتُّ يَأساً وَأَسىً

كَما أَنا في مَوضِعي

ما صَدَقَت ريحُ الصَبا

حينَ أَتَت بِالخُدَعِ

قَد تَكذِبُ الريحُ إِذا

تُسمِعُ ما لَم تَسمَعِ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.