يا رب عفوك عن شيخ وذي حنف

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

يا رب عفوك عن شيخ وذي حنف

قد أدبتهُ صروف الدهر بالتلف

ارحم فقيراً غريبا أحنفا قعدت

به الزمانة عن كسب ومحترف

لولا الزمانة ما استجلبت مكتسبي

إلا بضرب ذباب السيف والحجف

بلغت سبعين عاما ما يصادفني

يوم أهنّأ في شطريهِ بالتحف

إذا مرضت فعوّادي ميازقةٌ

أولاد ساسان أهل الضر والعجف

إني وطائفة منهم على خلق

من كل ممتحن ينمى إلى سلف

قومي وابناء جنسي أهل معرفة

شتّان بين نقيّ الدرّ والصدف

همُ الصعاليك إلا أنهم عدلوا

عن السلاح إلى الأخبار والنتف

مشرّدون حيارى في معايشهم

ليس الفقير من الدنيا بمنتصف

الناس في الحرّ في خيش وفي نعم

ونحن في الحرّ في القعان كالهدف

يسقون في الخيش بالموزون إن عطشوا

ماء الثلوج وماء المزن في لطف

ونحن نشرب ماء السحل من عطش

شرب الكلاب بلا كوز لمغترف

فإن سكنا بيوتا فهيَ مقفرةٌ

أو في المساجد أو في غامض الغرف

أشبّه الناس في الدنيا بمجمعة

تظلّهم نخلةٌ موفورةُ السعف

تلقي إليهم جنيّا من معرّقها

ونحن نقذفنا بالشيص والحشفِ

إذا أكلتُ كسيراتي على سغب

تمرٌ وماءٌ فقد ناهيت في السرفِ

فالحمدُ لله رزقي في نزراتهِ

رزق العصافير ترضى أيسرَ العلَف

دع ذا وخذ في حديث فيه معتبرٌ

لكل حرّ دقيق الفكر ذي شرَف

قد صار شعري وإعرابي وفلسَفتي

بين المياسير منسوبا إلى الخرف

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.