أفي كل يوم لوعة وحنين

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أفي كل يوم لوعة وحنين

ومن كل فج للفراق كمين

وكل طريق هكذا عنك موعر

فلي طرق كانت إليك تهون

تقضت عهود باللوى وتصرمت

وعود وخابت يا بثين ظنون

وولت لذا ذات عهدت وأسفرت

نوى غربة لا تقضى وشطون

كأن لم تدر تلك المناجاة بيننا

ولا هصرت ذاك القوام يمين

ولا اخضلت تلك المعاهد بعدنا

ولا هطلت فيها سحائب جون

عليّ لهذا الخطب أيقاظ همة

يضج لها صلد الصفا ويلين

ووجناء مر قال ينكث بأسها

قوي البؤس تدري العزم كيف يكون

فإن فؤادي بين جنبي حشوه

أمان ولي عند الزمان ديون

وسائلة عتبي أعني من النوى

غنى وعتاب الغانيات فنون

أجل من تقاضى المجد يا لبسة مالك

تولى شمال شمله ويمين

فلا تعتبيني واعلمي انما العلا

أسير على وخد القلاص رهين

تلك المطايا البزل أم سفن طغى

بها الآل تخفى تارة وتبين

تمور لرجع الحدو حتى كأنما

عراها بأصوات الحداة جنون

إذا لمحت برق العواصم لم تكد

مناسمها تقوى بهن حزون

تلفت تلقاء الشآم كأنما

تخلى لها بالرقمتين جنين

إذا أبصر الخالي بها قال علقت

مشافرها بالغوطتين يمين

وصلنا السرى بالسير حتى شكا لنا

من الوخد أخفاف لها ومتون

فلذنا بها أوداج كل مطوق

من السحب ممنوع الفناء حصين

حبال تمطت العلا لو رأيتها

لقلت لها بين النجوم ديون

شابت أواصبها الثلوج فما رقت

لها بعد فقدان الشباب عيون

ويا رب ليل ضل فيه دليلنا

فأهداه من نجل الحسام جبين

فتى لا ضلال بعد رؤية وجهه

ولا بارق الأفضال منه يمين

علاه رقى نسر السما بجناحه

وعرض بعيد الغايتين مصون

ورقة خلق راح يحسدها الصبا

فأضحى عليلا يعتريه أنين

وبذل تذوب السحب منه خجالة

وبأس به يسطو القضا ويدين

وعلم لو ان الناس قامت ببعضه

وهي الجهل حتى لا يكاد يبين

من القوم شادوا ذروة المجد والندى

ليوث لهم قضب اليراع عرين

هنيئاً حسام الدين يا خير ماجد

به شيدت المكرمات حصون

بمقدم مولى قد هدت بقدومه

قلوب وقرت للكرام عيون

أناخ بأرض الروم أكرم قادم

له السعد خدن والفلاح قرين

وقد وفدت أخباره الغر قبله

تطوق أعناق العلى وتزين

ألا هكذا في اللَه من يك سعيه

تدين له أيامه وتلين

فيا آل عثمان تهنوا بماجد

يذب لكم عن عرضكم ويصون

رغمتم به أنف العدو وإنما

الزمان به عن غيركم لضنين

أطلاب مسعاة هلموا أدلكم

عليه فإني في المقال أمين

ضعوا يدكم في جنح عنقاء مغرب

وأرجلكم في الريح فهو متين

وهام السها فارقوا إذا حلقت بكم

إليه فما رمتم هناك يكون

أجاذب ضبعي إذ قواي ضئيلة

ومؤمن روعي والزمان خؤون

أما إنه لولاك ما فتقت بنا

إلى الروم رتق الراسيات ظعون

ولا كنت أدري كيف يكتسب العلى

ولا كيف صعب الحادثات يهون

أقلت عثار الحال مني إذ هما

علي سحاب من نداك هتون

وإني لأدري أن فضلك كافل

لبانات طلاب الكمال ضمين

وما لي بعد اللَه غيرك مسعد

من الناس في نيل المراد معين

وفي بابكم حطت رحال مطامعي

وما تم لي إلا إليه سكون

وحاشاك أن ينتاشني برح غلة

ووردك صاف لا يغيض معين

وأنك أدرى من فؤادي بحاجتي

وحسبي بهذا كاشف ومبين

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.