تريك مرور الليالي العبر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

تُرِيْكَ مُرُورُ اللَّيَالِي العِبَرْ

وَلِلْوِرْدِ فِي كُلِّ حَالٍ صَدَرْ

سَحَبْتُ عَلَى الدَّهْرِ ذَيْلَ الشَّبَابِ

وَمَا زِلْتُ أَنْضيْهِ حَتَّى غَبَرْ

وَلَمْ يَبْقَ لِي مِنْهُ إِلاَّ كَمَا

يُرَى فِي الرِّيَاضِ بَقَايَا الزَّهَرْ

سَوَادٌ أَطَلَّ عَلَيْهِ البَيَاضُ

كَلَيْلْ أَطَلَّ عَلَيْهِ السَّحَرْ

فَرَائِيَ فِي اللَّهْوِ رَأْيُ الَّذِي

تَقَدَّمَ فِي الزَّادِ قَبْلَ السَّفَرْ

بِبَزْلِ الدِّنَانِ وَعَزْفِ القِيَانِ

وَخَلْعِ العِذَارِ وَفَضِّ العُذَرْ

وَنَادَى لِدَاتِي دَاعِي المَشِيْبِ

فَسَارُوا وَهَا أَنَذَا فِي الأَثَرْ

تُنَشِّطُنِي أُخْرَيَاتُ الشَّبَابِ

وَتَقْتَادُنِي أُولَيَاتُ الكِبَرْ

فَنَفْسي تَتُوقُ إِلَى الغَانِيَاتِ

وَقَلْبِي يَهُمُّ بِأَنْ يَنْزَجِرْ

وَيَأْبِى لَهُ ذَاكَ وَرْدُ الخُدُودِ

وَصُبْحُ الوُجُوهِ وَلَيْلُ الشَّعَرْ

وَأُعْطِي قِيَادِيَ كَفَّ المُجُونِ

وَأُخْفِي فُنُونَاً وَأُبْدِي أَشَرْ

وَأُكْذِبُ نَفْسِي في بَعْضِ مَا

أَحَصِّلُهُ مِنْ حِسَابِ العُمُرْ

وَإنْ نَزَلَتْ فِي جِوَارِ الشَّبَا

بِ بَيْضَاءُ أَعْجَلْتُهَا أَنْ تَقَرْ

وَأَكْتُمُ ذَلِكَ عَنْ خَطْرِهِ

فَيَفْضَحُنِي عِنْدَهَا إِنْ ظَهَرْ

سَقَى وَرَعَى اللَّهُ عَهْدَ الصِّبَا

لَيَالِيَ إِذْ أَنَا بالدَّهْرِ غِرْ

وَإِذْ عُذْرِي وَاضِحٌ بِالشَّبَابِ

وَسُكْرِي بِهِ مِنْ أَشَدَّ الشُّكَرْ

أَصِيْدُ وَتَصْطَادُنِي تَارَةً

ظِبَاءُ القُصُورِ بِسِحْرِ الحَوَرْ

إِذَا مَا تَتَوَّجْنَ أَكْوَارَهُنَّ

وَخَطَّطْنَ فِي العَاجِ شَكْكَ الطُّرَزْ

وَعَلَّقْنَ سُودَ مَسَابِحِهِنَّ

دُوَيْنَ النُّهُودِ وَفَوْقَ السُّرَرْ

وَأَوْمَضْنَ نَحْوِي بُرُوقَ الثُّغُو

رِ عَنْ بَرَدِ فِيْهِ مِسْكٌ وَدُرْ

وَمَا كَانَ أَكْلِي مَعَ الغَانِيَا

تِ فِلْذَاً وَلاَ مَشْرَبِي بِالْغُمَرْ

يُرَوِّعُنِي شَامِتَاً بِالبَيَاضِ

أَخٌ قَدْ قَضَى مِنْ سَوَادْ وَطَرْ

وَقَدْ كَانَ يَحْسُدُنِي بالسَّوَادِ

فَلَمَّا رَآنِيَ قَدْ شِبْتُ سُرْ

وَمِثْلَكَ قَدْ صِرْتُ رَسْمَاً عَفَا

فَقِفْ بِي وَلاَ تَجْفُنِي يَاعُمَرْ

وَسَاعِدْ أَخَاكَ عَلَى شُرْبِهَا

بِمَيْمَاسٍ حِمْصٍ وَشَطِّ النَّهِرْ

وُدَامَاً كّدِيْنِكَ فِي لُطْفِهَا

وَأَخْلاَقِكَ الوَاضِحَاتِ الغُرَرْ

إِذَا رَقَص المَاءُ فِي كَأسِهَا

أَطَارَ عَلَى جَانِبَيْهَا الشَّرَرْ

كَأَنَّكَ شَاكَلْتَهَا بِالصَّفَاءِ

وَأَشْبَهْتَهَا بِالنَّسِيْمِ العَطِرْ

تَمَكَّنَتِ النَّارُ مِنْ جِسْمِهَا

فَلَمْ تُبْقِ فِي الصَّفْوِ مِنْهَا كَدَرْ

وَحَلَّتْ بِذَاكَ لِشُرَّابِهَا

وَأُطْلِقُ مَا كَانَ مِنْهَا حُظِرْ

ألسْتَ تَرَى المرجَ مُعْشَوْشَباً

أنيقَ الرّياضِ مَرِيْعاً خَضِرْ

كأنّ الذي دبَّجْتَ تُسْتَرُ

وطَرّزَتِ السوسُ فيه نُشِرْ

وقد ضُرِبَتْ فِيْهِ خَيْمَاتُهَا

وعدّل تَشْرِيْنُ حرًّا بِقُرْ

وراحت تُجَاوِبُ أَطْيارَهُ

كما جَاوَبَ النّايَ قرعُ الوَترْ

وجاءَ الطُّهاةُ بما نَشْتَهِيْ

هِ مما استُزِيْدَ وَمِمّا حَضَرْ

وطاب المِزَاجُ ولذّا الشرابُ

ومُدّ الأُرُنْدِ بماءٍ خَصِرْ

تَعالِيْلُ إنْ أَنْتَ أَغْفلتَهَا

تَذَكّرتَها حينَ لا مُدَّكَرْ

فَخُذْ من صفا العيشِ قَبْلَ الكَدَرْ

ومن ظاهرِ الأرضِ قَبْلَ الحُفَرْ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.