كانَ الشَبابُ مَطِيَّةَ الجَهلِ
وَمُحَسِّنَ الضَحِكاتِ وَالهَزلِ
كانَ الجَميلُ إِذا اِرتَدَيتُ بِهِ
وَمَشَيتُ أَخطِرُ صَيَّتَ النَعلِ
كانَ الفَصيحُ إِذا نَطَقتُ بِهِ
وَأَصاخَتِ الآذانُ لِلمُملي
كانَ المُشَفَّعَ في مَآرِبِهِ
عِندَ الفَتاةِ وَمُدرِكَ التَبلِ
وَالباعِثي وَالناسُ قَد رَقَدوا
حَتّى أَكونَ خَليفَةَ البَعلِ
وَالآمِري حَتّى إِذا عَزَمَت
نَفسي أَعانَ يَدَيَّ بِالفِعلِ
فَالآنَ صِرتُ إِلى مُقارَبَةٍ
وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ الصِبى رَحلي
وَالكَأسُ أَهواها وَإِن رَزَأَت
بُلَغَ المَعاشِ وَقَلَّلَت فَضلي
صَفراءُ مَجَّدَها مُرازِبُها
جَلَّت عَنِ النُظَراءِ وَالمِثلِ
ذُخِرَت لِآدَمَ قَبلَ خِقَتِهِ
فَتَقَدَّمَتهُ بِخَطوَةِ القَبلِ
فَأَتاكَ شَيءٌ لا تُلامِسُهُ
إِلّا بِحِسِّ غَريزَةِ العَقلِ
فَتَرودُ مِنها العَينُ في بَشَرٍ
حُرِّ الصَحيفَةِ ناصِعٍ سَهلِ
فَإِذا عَلاها الماءُ أَلبَسَها
حَبَباً كَمِثلِ جَلاجِلِ الحِجلِ
حَتّى إِذا سَكَنَت جَوانِحُها
كَتَبَت بِمِثلِ أَكارِعِ النَملِ
خَطَّينِ مِن شَتّى وَمُجتَمِعٍ
غُفلٍ مِنَ الإِعجامِ وَالشَكلِ
فَاِعذِر أَخاكَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ
مَرَنَت مَسامِعُهُ عَلى العَذلِ
كان الشباب مطية الجهل
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp
- وسوم: بحر الكامل, عموديه, قافية اللام (ل), قصائد عامه
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp