لندبك أحزان وسابق عبرة

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لَنَدبِكَ أَحزانٌ وَسابِقُ عَبرَةٍ

أَثَرنَ دَماً مِن داخِلِ الجَوفِ مُنقَعا

تَجَرَّعتُها مِن بِعدِ مَعنٍ بِمَوتِهِ

لَأَعظَم مِنها ما اِحتَسى وَتَجَرَّعا

وَمِن عَجَبٍ أَن بِتَّ بِالرُزءِ ثاوِياً

وَبِتُّ بِما خَوَّلتَني متَمَتِّعا

وَلَو أَنَّني أَنصَفتُكَ الوُدَّ لَم أَبِت

خِلافَكَ حَتّى نَنطَوي في الرَدى مَعا

أَلِمّا بِمَعنٍ ثُمَّ قولا لِقَبرِهِ

سَقَتكَ الغَوادي مَربَعاً بعدَ مَربَعا

فَيا قَبرَ مَعنٍ أَنتَ أَوَّلُ حُفرَةٍ

مِنَ الأَرضِ خُطَّت لِلسَّماحَةِ مَضجَعا

وَيا قَبرَ مَعنٍ كَيفَ وارَيتَ جودُهُ

وَقَد كانَ مِنهُ البَرُّ وَالبَحرُ مُترَعا

بَلى قَد وَسِعتَ الجودَ وَالجودُ مَيِّتٌ

وَلَو كانَ حَيّاً ضِقتَ حَتّى تَصَدَّعا

وَلَمّا مَضى مَعنٌ مَضى الجودُ وَاِنقَضى

وَأَصبَحَ عِرنينُ المَكارِمِ أَجدَعا

وَما كانَ إِلّا الجودَ صورَةُ وَجهِهِ

فَعاشَ رَبيعاً ثُمَّ وَلّى وَوَدَّعا

وَكُنتَ لِدارِ الجودِ يا مَعنُ عامِراً

وَقَد أَصبَحَت قَفراً مِنَ الجودِ بَلقَعا

فَتىً عيشَ في مَعروفِهِ بَعدَ مَوتِهِ

كَما كانَ بَعدَ السَيلِ مَجراهُ مَرتَعا

تَمَنّى أُناس شَأوَهُ مِن ضَلالِهِم

فَأَضحَوا عَلى الأَذقانِ صَرعى وَظُلَّعا

تَعَزَّ أَبا العَبّاسِ عَنهُ وَلا يَكُن

عَزاؤُكَ مِن مَعنٍ بِأَن تَتَضَعضَعا

أَبى ذِكرُ مَعنٍ أَن تَموتَ فعالُهُ

وَإِن كانَ قَد لاقى حِماماً وَمَصرَعا

فَما ماتَ مَن كُنتَ اِبنَهُ لا وَلا الَّذي

لَهُ مِثلُ ما أَبقى أَبوكَ وَما سَعى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.