لصومك شهر الصوم يكسى من الفجر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لصومك شهر الصوم يكسى من الفجر

ملابس لم تخلع على ليلة القدر

يفضل يوم واحد لك صمته

على الف عام للبرية لا شهر

تفرغ شهر الصوم يجهد نفسه

على حفظ ما تملى عليه من البر

فما استوعبت حفظا أياديك صحفه

أياديك لا تحصى بعد ولا حصر

توخيت فيه فعل كل مثوبة

فراح بما أودعته مثقل الظهر

وكنت له شغلا عن الخق شاغلا

فما خط في أعمال غيرك من سطر

ولا غرو أن يليه شأنك عنهم

فقد شغل الشيء الكثير عن النزر

لئن ضاع سعي الخلق في جنب سعيه

كما ضاع في بحر رذاذ من القطر

فقد قبل الله الجميع لأجله

وحط من الخلق العظيم من الوزر

شغلت بتقوى الله نفسا زكية

تحن سجاياها إلى الحمد والأجر

وقدمت خيراً لا تقدم مثله

وقابلت فضل الله بالحمد والشكر

وما استولت الدنيا عليك وقد حوت

يمينك ما فيها من النفع والضر

فلليك حي بالصلاة وبالدعا

وكثرة ما يتلى عليك من الذكر

وصبحك في صوم وعلم وطاعة

وذلك عند الله من أعظم الأجر

وحلقة علم يسقط الطير فوقها

منزهة الأرجا عن اللغو والهجر

بها ظل أهل العلم حولك عكفا

كما عكفت زهر النجوم على البدر

وما بك من حاج اليهم وكم بهم

هنالك من حاج إليك ومن فقر

أتوك بعلم أنت اعلمهم به

وأدرى بما فيه من الخير والشر

فكانوا وهم حوليك مقدار نعمة

من الله جلت أن تقابل بالكفر

إذا نظر الإِنسان من هو دونه

درى ما لفضل الله فيه من القدر

ولو توزن الدنيا جميعا وأهلها

بظفرك ما وافوا قلاماً من الظفر

فأنت لرب العرش فينا خليفة

وجودك فينا كالحليفة للقطر

جزيت جزاء المحسنين عن الورى

واأت بهم أحفى من الوالد البر

إذا أحسنوا احسنت فيهم ومن أسى

جررت عليه ذيلي العفو والستر

ومن كان إسمعيل مالك أمره

فقد بات معه في أمان من الدهر

فتى لا يبالي حين يبعث عزمه

أفي تلف الأعدا أغار أم الوفر

سجية نفس ما مشت مشى ريبة

ولا خلطت في سعيها العرف بالنكر

إذا ما اجتلينا من محياه طلعة

رأينا مياه الجود في وجهه تجرى

فقد أضحت الآمال تلقاء بابه

كراديس من شفع معد ومن وتر

فمن كان منهم آملاً قدر همه

فهمي عل مقدار جودك لا قدرى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.