زيادة القول تحكي النقص في العمل

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

زيادة القول تحكي النقص في العمل

ومنطق المرء قد يهديه للزلل

إن اللسان صغير جرمه وله

جرم عظيم كما قد قيل في المثل

فكم ندمت على ما كنت قلت به

وما ندمت على ما لم تكن تقل

وأضيق الأمر أمر لم تجد معه

فتى يعينك أو يهديك للسبل

عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة

كعفة الخود لا تغني عن الرجل

إن المشاور إما صائب غرضا

أو مخطئ غير منسوب إلى الخطل

لا تحقر الراى يأتيك الحقير به

فالنحل وهو ذباب طائر العسل

ولا يغرنك ود من أخي أمل

حتى تجربه في غيبة الأمل

إذا العدو حاجته الإِخا علل

عادت عداوته عند انقضا العلل

لا تجز عن الخطب ما به حيل

تغنى وإلا فلا تعجز عن الحيل

لا شيء أولي بصبر المرء من قدر

لا بد منه وخطب غير منتقل

لا تحزنن على ما نلت حيث مضى

ولا على قوت أمر حيث لم تنل

فليس تغني الفتى في الأمر عدته

إذا نقضت عليه مدة الأجل

فقدر شكر الفتى لله نعمته

كقدر صبر الفتى للحادث الجلل

وان أخوف نهج ما خشيت به

ذهاب حرية أو مرتضى عمل

لا تفرحن بسقطات الرجال ولا

تهزأ بغيرك واحذر صولة الدول

إن تأمن الدهران يغلي العدو فلا

تستامن الدهران يلقيك في السفل

أحق شيء برد ما يخالفه

شهادة العقل فاحكم صنعة الجدل

وقيمة المرء فيما كان يحسنه

فاطلب لنفسك ما تعلو به وسل

أطل تنل لذة الإِدراك ملتمسا

أو راحة البأس لا تركن إلى الوكل

فكل داء دواه ممكن ابداً

إلا إذا امتزج الإِقتار بالكسل

والمال صنه وورثه العدو ولا

تحتاج حيا إلى الاخوان في الأكل

فخير مال الفتى مال يصون به

عرضا وينفقه في صالح العمل

وأفضل البر مالا من يتبعه

ولا تقدمه شيء من المطل

وإنما الجود بذلك لم تكاف به

صنعاً ولم تنتظر فيه جزا رجل

إن الصنائع أطواق إذا شكرت

وان كفرن فاغلال لمنتحل

ذو اللؤم يحضر فيما جئت تسأله

ويحصر نطق الحر إن يسل

وان فوت الذي ترجوه أهون من

ادراكه بلئيم غير محتفل

وإن عندي الخطا في الجود أفضل من

إصابة حصلت بالمنع والبخل

خير من الخير مسديه إليك كما

شر من الشر أهل الشر والدخل

ظواهر العتب للإِخوان أيسر من

بواطن الحقد في التسديد للخلل

دع الجموح وسامحه بكل ولا

تركب سوى السمح واحذ سقطة العجل

لا تشربن نقيع السم متكلا

على عقاقر قد جربن بالعمل

والق الأحبة والإِخوان إن قطعوا

حبل الوداد بحبل منك متصل

فاعجز الناس حر ضاع من يده

صديق ود فلم يردده بالحيل

استصف خلك واستخلصه أسهل من

تبديل خل وكيف الأمن بالبدل

واحمل ثلاث خصال من مطالبه

احفظه فيها ودع ما شئته وقل

ظلم الدلال وظلم الغيظ فاعفهما

وظلم هفوته واقسط ولا تمل

وكن مع الخلق ما كانوا لخالقهم

واحذر معاشرة الأوغاد والسفل

واخش الاذى عند اكرام اللئيم كما

يخشى الاذى من اهان الحر في حفل

والعذر في الناس طبع لا تثق بهم

وان ابيت فخذ في الامن والوجل

من يقظة بالفتى إظهار غفلته

مع التحفظ من عذر ومن ختل

سل التجارب وانظر في مراءتها

فللعواقب فيها أشبه المثل

وخير ما جربته النفس ما اتعظت

عن الوقوع به في العجز والوكل

فاصبر لواحدة تأمن عواقبها

فربما كانت الصغرى من الأول

ولا يغرنك من مرقي سهولته

فربما ضقت ذرعا منه في النزل

وللأمور وللأعمال عاقبة

فأخشَ الجزا بغتة واحذره عن مهل

ذو العقل يترك ما يهوي لخشيته

من العلاج لمكروه من الحلل

من المروءة ترك المرء شهوته

فانظر لايهما آثرت فاحتمل

استحى من ذم من إن يدن توسعه

مدحا ومن مدح من إن عاب ترتذل

شر الورى بمساوى الناس مشتغل

مثل الذباب يراعي موضع العلل

لو كنت كالقدح في التقويم معتدلا

لقالت الناس هذا غير معتدل

لا يظلم الحر إلا من يطاوله

ويظلم النذل أدنى منه في الصول

يا ظالما جار فيمن لا نظير له

إلا المهيمن لا تغتر بالمهل

غدا تموت ويقضى الله بينكما

بحكمة الحق لا زيغ ولا ميل

وإن أولى الورى بالعفو قدرهم

على العقوبة إن يظفر بذى زلل

حلم الفتى عن سفيه القوم يكره من

أنصاره وتوقيه من الغيل

والحلم طبع فلا كسب يجود به

لقوله خلق الإِنسان من عجل

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.