قلدت من نصر الإلاه حساما

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

قُلِّدْتَ مِنْ نَصْرِ الإلاَهِ حُسَاماً

حَاطَ العِبَادَ وَمَهَّدَ الأَيَّامَا

فَإِذَا تَنَبَّهَ حَادِثٌ نَبَّهْتَهُ

وَتَرَكْتَ أَجْفَانَ الأَنَامِ نِيَامَا

وَذَعَرْتَ أُسْدَ الْغَابِ فِي أَجَمَاتِهَا

لَمَّا هَزَزْتَ مِنَ الْقَنَا آجَامَا

فَإِذَا هَمَمْتَ بَلَغْتَ أَقْصَى غَايَةٍ

وَإِذَا رَأَيْتَ الْرَّأْيَ كَانَ لِزَامَا

وَإِذَا الْجَزِيرَةُ نَالَ مِنْهَا وَاقِعٌ

شَيْئاً وَهَاجَ بِهَا الْعَدُوُّ ضِرَامَا

أًصْلَيْتَهَا نَارً السُّيُوفِ فَأَصْبَحَتْ

بَرْداً عَلَى كَبِدِ الْهُدَى وَسَلامَا

وَقَدِمْتَ فِي يَوْمِ الْهِيَاجِ بِفتْيَةٍ

لَمْ تَدْرِ إِلاَّ الْبَطْشَ وَالإِقْدَامَا

مُتَسَرْبِلِينَ هَجِيرَهَا فَإِذَا دَجَا

قَطَعُوا الدُّجُنَّةَ سُجَّداً وَقِيَامَا

فَلِبَاسُ بَأْسِكَ رَاعَ أَفْئِدَةَ الْعِدَى

وَوُجُودُ جُودِكَ أَعْدَمَ الإِعْدَامَا

عَجَباً لِرَاحَتِكَ الْمُلِثَّةِ بِالنَّدَى

أَنْ لاَ تَكُونَ عَلَى الْغَمَامِ غَمَامَا

تَهْمِي وَوَجْهُكَ نُورُهُ مُتَأَلِّقٌ

والْحَزْنُ إِنْ سُحُبُ السَّحَابِ أَغَامَا

نُظِمَ الشَّتَاتُ لِيَوْمِ بَيْعَتِكَ الَّتِي

كَانَتْ لِجَمْعِ المُسْلِمِينَ نِظَامَا

فَتَوَاصَلُوا حَتَّى كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ

عَقَدَ التَّواصُلُ بَيْنَهَا أَرْحَامَا

لِلَّهِ يُوسُفُ مِنْ إِمَامِ هِدَايَةٍ

مَلِكٍ غَدَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامَا

سَاس الْبِلاَدَ وَرَاضَ مِنْ دَهْمَائِهَا

إِبلاً صِعَاباً لاَ تُطِيق خِطَامَا

إِنْ أَمَّه الْعَافُون يَنْتَجِعُونَهُ

يَلْقَاهُمُ مُتَهَلِّلاً بَسَّامَا

أَوْ حَاوَرَ الآدابَ مُبْتَدِعاً لَهَا

رَاضَ الْعُقُولَ وَرَوَّضَ الأَفْهَامَا

أَْبدَتْ مَحَبَّتكَ الْمُلوكُ فَإِنَّ مَنْ

وَالاَكَ وَالَى اللَّهَ والإِسْلامَا

وَأَتَتْ هَدَايَاهَا إِلِيْكَ فَأَكَّدَتْ

بَيْنَ الْقُلُوبِ مَوَدَّةً وَذِمَامَا

جُرْداً تُلاَعِبُ فِي الْحُلِيِّ ظِلاَلَهَا

عُفْرَ الأَديمِ تَخَالُهَا آرَامَا

صُبُراً عَلَى جَوْبِ الْفَيَافِي وَالسَّرَى

لاَ تَسْأَمُ الأَسْرَاجَ والأَلْجَامَا

صَحِب الرَّكَائِبَ وَالحُمُولُ حَدِيثُهَا

حَتَّى تَجَاوَزَ لِلْعِرَاقِ الشَّامَا

لِلَّهِ قَوْمُكَ وَالرِّمَاحُ شَوَاجِرٌ

وَالْبِيضُ تَلْتَهِمُ الطّلَى وَالْهَامَا

عُرْبٌ صَمِيمٌ مِنْ ذُؤَابَة يَعْرُبٍ

تَأْبَى الدِّنِيَّةَ أَوْ تَمُوتَ كِرَامَا

ذَخَرُوكَ لِلأِسْلاَمِ نَدْباً أَرْوَعاً

سَحَّ النَّدَى ضَخْمَ الْهُمُومِ هُمَامَا

وَبَنَوْا لَكَ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ وَالْعُلَى

فَفَرَعْتَ مِنْهَا ذِرْوَةً وَسَنَامَا

كَمْ مِنْ جُمُوعِ لِلْعَدُوِّ عِظِيمَةٍ

قَدْ غَادَرُوهَا بِالْفَلاَةِ عِظَامَا

وَكَتِيبَةٍ جعَلُو االصِّفَاحَ صَحَائِفاً

مِنْهَا وَخَطِّيَّ الْقَنَا أَقْلاَمَا

فَتَرَى النُّجُومَ مَنَاصِلاً وَأَسِنَّةً

وَالْقَطْرَ نَبْلاً وَالسَّمَاءَ قَتَامَا

والْخَيْلُ لَمَّا ضَاقَ رَحْبُ مَجَالِهَا

لَمْ تَسْتَطِعْ خَلْفاً وَلاَ قُدَّامَا

مَالَتْ فَوَارِسُهَا عَلَى أَعْرَافِهَا

وَهُمُ سُكَارَى مَا عَرَفْنَ مُدَامَا

فَتَخَالُهُمْ جَزَراً عَلَى صَهَوَاتِهَا

وَتَخَالُهَا مِنْ تَحْتِهِمْ أَوْضَامَا

قُولاَ لِطَاغِيَةِ الْفِرَنْجِ وَقَدْ أَبَى

إِلاَّ لَجَاجاً قَادَ مِنْهُ حِمَاما

قَدْكَ اتَّئِدْ فَهِيَ الَّتِي عُوِّدْتَهَا

مِنْ قَبْلُ سَامَتْ أَنْفَكَ الأَرْغَامَا

الْخَيْلُ جُرْداً وَالرِّمَاحُ ذَوَابلاً

وَالْبِيضُ ذُلْقاً وَالْخَمِيسُ لُهَامَا

نَكَثُ الْعُهُودَ وَغَرَّهُ شَيْطَانُهُ

وَرَأَى الْوَفَاءَ بِمَا وَفَيْتَ حَرَامَا

وَإِذَا تَنَكَّبَتِ الْوَفَاءَ سِيَاسَةٌ

فَأَضَلَّتِ الآرَاءَ وَالأَحْلاَمَا

فَالْغَدْرُ مَرْتَعُهُ وَخِيمٌ كُلَّمَا

لاَذَ امْرُءٌ بِحِمَاه خَابَ وَخَامَا

قَدْ أَدْهَشَ الذُّعْرُ الْمُخِيفُ قُلُوبَهُمْ

وَدَهَا الْعُقُولَ وَزَلْزَلَ الأَقْدَامَا

هَمُّوا وَأَفْرَطَ رُعْبُهُمْ فَتَوَقَّفُوا

فَعَلاَمَ لاَ تُنْضَى السُّيُوفُ عَلاَمَا

أَنْتَ الْمُؤَمَّلُ لاِفْتِتَاحِ بِلاَدِهِمْ

كَمْ مِنْ دَلِيلٍ دُونَ ذَلِكَ قَامَا

لِمَ لاَ وَرَبَّكَ قَدْ قَضَى لَكَ بِالْعُلاَ

وَبِنَصْرِ مُلْكِكَ أَحْكَمَ الأَحْكَامَا

فَإِذَا اسْتَعَنْتَ اللَّهَ وَاسْتَنْجَدْتَهُ

اسْتَنْجَدَوا الصُّلْبَانَ وَالأَصْنَامَا

فَافْتَحْ مَعَاقِلَهَا الْمُنِيفَاتِ الذُّرَى

وَانْشُرْ عَلَى شُرُفَاتِهَا الأَعْلاَمَا

وَاحْسِمْ بِسَيْفِكَ كُلَّ دَاءٍ كَامِنٍ

فَلِذَاكَ مَا دُعِيَ الْحُسَامُ حُسَامَا

وَاهْنَأ بِعِيدٍ عَائِدٍ لَكَ بِالْمُنَى

وَانْعَمْ بَقَاءً فِي الْعُلَى وَدَوَامَا

وَصِلِ السُّعُودَ بِكُلِّ جَدٍّ صَاعِدٍ

وَاسْتَقْبِلِ الأَعْصَارَ وَالأَعْوَامَا

مَادامَ ثَغْرُ الزَّهْرِ تَلْثُمُهُ الصِّبَا

فَتَحُطُّ عَنْهُ مِنَ الْكِمَامِ لِثَامَاك

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.