العمر نوم والمنى أحلام

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الْعًمْرُ نَوْمٌ وَالْمُنَى أَحْلاَمُ

مَاذَا عَسَى أَنْ يَسْتَمِرَّ مُقَامُ

وَإِذَا تَحَقَّقْنَا لِشَيءٍ بَدْأَةً

فَلَهُ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ تَمَامُ

وَالنَّفْسُ تَجْمَحُ فِي مَدَى آمَالِهَا

رَكْضَاً وَتَأْبَى ذَلِكَ الأيَّامُ

مَنْ لَمْ يُصَبْ فِي نَفْسِهِ فَمُصَابُهُ

بِحَبِيبِهِ نَفَذَتْ بِذَا الأَحْكَامُ

بَعْدَ الشَّبِيبِةِ كَبْرَةٌ وَوَرَاءَها

هَرَمٌ وَمِنْ بَعْدِ الْحَيَاةِ حِمَامُ

وَلِحِكْمَةٍ مَا أَشْرَقَتْ شُهْبُ الدُّجَى

وَتَعَاقَبَ الإِصْبَاحُ وَالإِظْلاَمُ

دُنْيَاكَ يَا هَذَا مَحلَّةُ نُقْلَةٍ

وَمُنَاخُ رَكْبٍ مَا لَدِيْهِ مَقَامُ

هَذَا أَمِيرُ الْمُسْلِمِينَ وَمَنْ بِهِ

وُجِدَ السَّمَاحُ وَأُعْدِمَ الإِعْدَامُ

سِرُّ الأَمَانَةِ وَالْخِلاَفَةِ يُوسُفٌ

غَيْثُ الْمُلُوكِ وَلَيْثُهَا الضِّرْغَامُ

قَصَدَتْهُ عَادِيَةُ الزَّمَانِ فَأَقْصَدَتْ

وَالْعِزُّ سَامٍ وَالْخَمِيسُ لُهَامُ

فُجِعَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَكُدِّرَ شِرْبُهَا

وَشَكَا الْعِرَاقُ مُصَابَهُ وَالشَّامُ

أَسَفاً عَلَى الْخُلُقِ الْجَمِيلِ كَأَنَّمَا

بَدْرُ الدُّجُنَّةِ قَدْ جَلاَهُ تَمَامُ

أسفاً عَلَى الْعُمُرِ الْجَدِيدِ كَأَنَّهُ

زَهْرُ الْحَدِيقَةِ زَهْرُهُ بَسَّامُ

أَسَفاً عَلَى الْخُلُقِ الرَّضِيّ كَأَنَّهُ

زَهْرُ الرِّيَاضِ هَمى عَلَيْهِ غَمَامُ

أَسَفاً عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي مَهْما بَدَا

طَاشَتْ لِنُورِ جَمَالِهِ الأَفْهَامُ

يَانَاصِرَ الثَّغْرِ الْغَرِيبِ وَأَهْلِهِ

وَالأَرْضُ تَرْجُفُ وَالسَّمَاءُ قَتَامُ

يَاصَاحِبَ الصَّدَقَاتِ فِي جُنْحِ الدُّجَى

وَالنَّاسُ فِي فُرُشِ النَّعِيمِ نِيَامُ

يَاحَافِظَ الْحَرَمِ الَّذِي بِظِلاَلِهِ

سُتِرَ الأَرَامِلُ وَاكْتَسَى الأَيْتَامُ

مَوْلاَيَ هَلْ لَكَ للْقُصُورِ زِيَارَةٌ

بَعْدَ انْتِزَاحِ الدَّارِ أَوْ إِلْمَامُ

مَوْلاَيَ هَلْ لَكَ للْعَبِيدِ تَذَكُّرٌ

حَاشَاكَ أَنْ يُنْسَى لَدَيْكَ ذِمَامُ

يَا وَاحِدَ الآحَادِ وَالْعَلَمُ الَّذِي

خَفَقَتْ بِعِزَّةِ نَصْرِهِ الأَعْلاَمُ

وَافَاكَ أَمْرُ اللهِ حِينَ تَكَامَلَتْ

فِيكَ النُّهَى وَالْجُودُ وَالإِقْدَامُ

وَرَحَلْتَ عَنَّا الرَّكْبَ خَيْرَ خَلِيفَةٍ

أَثْنَى عَلَيْكَ اللهُ وَالإِسْلاَمُ

نِعْمَ الطَّرِيقُ سَكْتَ كَانَ رَفِيقُهُ

وَالزَّادُ فِيهِ تَهَجُّدٌ وَصِيَامُ

وَكَسَفْتَ يَا شَمْسَ الْمَحَاسِنِ ضَحْوَةً

فَالْيَوْمُ لَيْلٌ وَالضِّياءُ ظَلاَمُ

وَسَقَاكَ عِيدُ الْفِطْرِ كَأَسَ شَهَادَةٍ

فِيهَا مِنَ الأَجَلِ الْوُحِيِّ مُدَامُ

وَخَتَمْتَ عُمْرَكَ بِالصَّلاَةِ فَحَبَّذَا

عَمَلٌ كَرِيمٌ سَعْيُهُ وَخِتَامُ

مَوْلاَيَ كَمْ هَذَا الرُّقَادُ إِلَى مَتَى

بَيْنَ الصَّفَائِحِ وَالُّترَابِ تَنَامُ

أَعِدِ التَّحِيَّةَ وَاحْتَسِبْهَا قُرْبَةً

إِنْ كَانَ يُمْكِنُكَ الْغَدَاةَ كَلاَمُ

تَبْكِي عَلَيْكَ مَصَانِعٌ شَيَّدْتَهَا

بِيضٌ كَمَا تَبْكِي الْهَدِيلَ حَمَامُ

تَبْكِي عَلَيْكَ مَسَاجِدٌ عَمَّرْتَهَا

فَالنَّاسُ فِيهَا سُجَّدٌ وَقِيَامُ

تَبْكِي عَلَيْكَ خَلاَئِقٌ أَمَّنْتَهَا

بِالسِّلْمِ وَهْيَ كَأَنَّهَا أَنْعَامُ

عَامَلْتَ وَجْهَ اللهِ فِيمَا رُمْتَهُ

مِنْهَا فَلَمْ يَبْعُدْ عَلَيْكَ مَرَامُ

لَوْ كُنْتَ تُفْدَى أَوْ تُجَارُ مِنَ الرَّدَى

بُذِلَتْ نُفُوسٌ مِنْ لَدُنْكَ كِرَامُ

لَوْ كُنْتَ تُمْنَعُ بِالصَّوارِمِ وَالْقَنَا

مَا كَانَ رَكْبُكَ بِالْغِلاَبِ يُرَامُ

لَكِنَّهُ أَمْرُ الإِلَهِ وَمَا لَنَا

إِلاَّ رِضاً بِالْحُكْمِ وَاسْتِسْلاَمُ

وَاللهُ قَدْ كَتَبَ الْفَنَا عَلَى الْوَرَى

وَقَضَاؤُهُ جَفَّتْ بِهِ الأَقْلاَمُ

نَمْ فِي جِوَارِ اللهِ مَسْرُوراً بِمَا

قّدَّمْتَ يَوْمَ تُزَلْزَلُ الأَقْدَامُ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ سَلِيلَ مُلْكِكَ قَدْ غَدَا

فِي مُسْتَقَرِّ عُلاَكَ وَهْوَ إِمَامُ

سِتْرٌ تَكَنَّفَ مِنْهُ مَنْ خَلَّفْتَهُ

ظِلُّ ظَلِيلٌ فَهْوَ لَيْسَ يُضَامُ

كُنْتَ الْحُسَامَ فَصِرْتَ فِي غِمْدِ الثَّرَى

وَلِنَصْرِ مُلْكِكَ سُلَّ مِنْهُ حُسَامُ

خَلَّفْتَ أُمَّةَ أَحْمَدٍ لِمُحَمَدٍ

فَقَضَتْ بِسَعْدِ الأُمَّةِ الأَحْكَامُ

فَهُوَ الْخَلِيفَةُ لِلْوَرَى فِي عَهْدِهِ

تُرْعَى الْعُهُودُ وَتُوصَلُ الأرْحَامُ

أَبْقَى رُسُومَكَ كَلَّهَا مَحْفُوظَةً

لَمْ يَنْتَثِرْ مِنْهَا عَلَيْكَ نِظَامُ

الْعَدْلُ وَالشِّيَمُ الْكَرِيمَةُ وَالتُّقَى

وَالدَّارُ وَالأَلْقَابُ وَالْخُدَّامُ

حَسْبِي بِأَنْ أَغْشَى ضَرِيحَكَ لاَثِماً

وَأَقُولُ وَالدَّمْعُ السَّفُوحُ سِجَامُ

يَا مَدْفَنَ التَّقْوَى وَيَا مَثْوَى الْهُدَى

مِنِّي عَلَيْكَ تَحِيَّةٌ وَسَلاَمُ

أَخْفَيْتُ مِنْ حُزْنِي عَلَيْكَ وَفِي الْحَشَا

نَارٌ لَهَا بَيْنَ الضُّلُوعِ ضِرَامُ

وَلَو أَنَّنِي أَدَيْتُ حَقَّكَ لَمْ يَكُنْ

لِي بَعْدَ فَقْدِكَ فِي الْوُجُودِ مُقَامُ

وَإِذَا الْفَتَى أَدَّى الَّذِي فِي وِسْعِهِ

وَأَتَى بِجُهْدٍ مَا عَلَيْهِ مَلاَمُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.