أدر المدامة فالنسيم يشبب

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أدِرِ الْمدَامَةَ فَالنَّسِيم يُشَبِّبُ

وَالروضُ يَسْقِيهِ الغمَامُ فَيَشْرَبُ

وَالصبح قَدْ ألْقَى القنَاعَ لِكَيْ يَرَى

وَجْهَ الدُّجَى بِالْفَجْرِ كَيْفَ يُنَقَّبُ

وَالْجَوُّ فِضِّيُّ الرِّدَا لَكِنَّهُ

بِالْبرقِ صَارَ لَهُ طِرَازٌ مُذْهَبُ

وَالدوحُ قَدْ نُظِمَتْ زُهُورُ غُصُونه

وَمِنَ العَجَائِبِ نظمُ مَالاَ يُثْقَبُ

وَالْوَرْدُ فِي خَدَّيْهِ من شمسِ الضُّحَى

خَجَلٌ وثغرُ الأُقْحُوَانَة أشْنَبُ

وَالْغُصْنُ تَثْنِيهِ الصَّبَا فَكَأنَّهُ

صَبٌّ بِهِ أيَدِي الصَّبَابَةِ تَلْعَبُ

وَالدِّيكُ حَيْعَلَ بِالصَّبَاحِ مُؤَذِّنًا

وَالطَّيْرُ فِي فَنَنِ الأرَائِكِ يَخْطُبُ

فَاسْتَجْلِ كَأسَ الراح فِي حَانَاتهَا

فِي فِتْيَةٍ طَابُوا فَطَابَ الْمَشْرَبُ

فَالحَانُ روضٌ وَالسُّقَاةُ أزَاهرٌ

وَالراحُ شَمْسٌ وَالزُّجَاجَةُ كَوْكَبُ

فِي الثغرِ يَغْرُبُ حَرْفُهَا لَكِنَّهَا

بِسَمَا الخُدُود شُعَاعُهَا لاَ يَغْرُبُ

صفرَاء فِي الْكَاسَاتِ إلاَّ أنَّهَا

حمرَاء فِي الوَجَنَاتِ نَارٌ تُلْهَبُ

صفرَاء حَارَبَتِ الصُّرُوفَ أمَا تَرَى

كَاسَاتِهَا بِدَمِ الهُمُومِ تُخَضَّبُ

عَجَبًا لَهَا كَالنَّارِ إلاّ أنَّهَا

لاَ تَنْطَفِي بِالْمَاءِ بَلْ تَتَلَهَّبُ

مِنْ كَفْ مَعْسُولِ المَرَاشِفِ رِيقُهُ

أشْهَى إلَيَّ مِنَ الْمُدَامِ وَأعْذَبُ

قمرٍ يُرِيكَ بِخَدّهِ وَعِذَارِهِ

صبحًا تَبَلَّجَ إذْ عَلاَهُ الغَيْهَبُ

أفْدِيهِ مِنْ قمرٍ بِقَلْبِي نَازلٌ

لَكِنَّهُ عَنْ نَاظِرِي يَتَحَجَّبُ

لِلْقَانِ يُنْسَبُ خَدُّهُ فَلأجْلِ ذَا

تُفَّاحُهُ بِدَمِ الْقُلُوبِ مُخَضَّبُ

وَلِلَحْظِهِ بِيضُ الظُّبَي انْتَسَبَتْ كَمَا

لِقَوَامِهِ سُمْرُ الْعَوَالِي تُنْسَبُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.