ما سل في الجفن سيف الناظر الشاكي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مَا سُلَّ فِي الجَفْنِ سَيْفُ النَّاظَرِ الشَّاكي

إلاَّ وَصَالَ بِبَتَّارٍ وفَتَّاكِ

أبَتْ لِحَاظُكِ إلاَّ أنْ تُرِيقَ دَمِي

فَعَنْ إرَاقَتِهِ مَا كَانَ أغنَاكِ

وَلَيْسَ ثَأرِي عَلَى عَيْنَيْكِ إنْ فَتَكَتْ

بَلْ يَهْنِنِي أنَّنِي مِنْ بَعْضِ قَتْلاَكِ

فِي كُلّ حَيّ صَرِيعٌ فِي هَوَاكِ فَلِمْ

أكْثَرْتِ يَا هند فِي الأحْيَاءِ صَرْعَاكِ

خَرَجْتِ بَيْتَ فُؤَادٍ قَدْ ثَوَيْتِ بِهِ

هَلاَّ عَمَرْتِ عَدَاكِ اللَّوْمُ مَثْوَاكِ

وَرُمْتِ إبْعَادَ مَرْمَى سَهْمِ مُقْلَتِكِ ال

وَسْنَى فَمَا ضَرَّ لَوْ قَرَّبْتِ مَرْمَاكِ

وَقَدْ قَضَيْتِ بِمُرّ الصَّدّ عَنْ غَرَضٍ

وَشَاهِدُ الحُسْنِ بِالإحْسَانِ حَلاَّكِ

فِي فِيكِ رَاحٌ وَشَهْدٌ ألْهَبَا كَبِدِي

واحرَّ قَلْبَاهُ إنْ لَمْ أرْتَشِفْ فَاكِ

وَفِي الجُفُونِ ظُبَاتٌ وَالعُيُونِ ظِبًا

وَاحَيْرَتِي بَيْنَ فَتَّانٍ وَفَتَّاكِ

حَذَّرْتُ نَاظِرَكِ المُغْرِي بِسَفْكِ دَمِي

لِمَا اقْتَضَى الحَالُ مِنْ تَحْذِيرِ إغْرَاكِ

فَنَكَّرَ الهَجْرُ تَمْيِيزِي بِمَعْرِفَةٍ

وَأعْرَبَ الوَجْدُ أفْعَالِي بِأسْمَاكِ

كَيْفَ السُّلُوُّ وَدَاعِي مُقْلَتَيْكِ دَعَا

وَقْدَ الغَرَامِ بِقَلْبِي حِينَ لَبَّاكِ

يَا كَعْبَةً حَجَّهَا قَلْبِي وَطَافَ بِهَا

هَلاَّ جَعَلْتِ صَفَا خَدَّيَّ مَسْعَاكِ

وَفِي مَحَارِيبِ صُدْغَيْكِ التِي انْعَقَدَتْ

أمْسَى تَهَجُّدُ طَرْفِي الخَاشِعِ البَاكِي

أنْهِي إلَى خَصْرِكِ الوَاهِي ضَنَى جَسَدِي

عَسَى بِرِقَّتِهِ يَرْثِي لِمُضْنَاكِ

وَأرْتَجِي أنْ تَجُودِي لِي وَلَوْ بِكَرًى

لِيَشْهَدَ الطَّرْفُ في الأحْلاَمِ مَرْآكِ

زُورِي اكْتِتَاماً بِلَيْلِ الشَّعْرِ وَاسْتَتِرِي

كَيْ لاَ يُبِينَ صَبَاحُ الثَّغْرِ مَسْرَاكِ

وَإنْ دَهَاكِ ظَلاَمُ الشَّعْرِ فَارْتَقِبِي

بُزُوغَ أنْوَارِ صُبْح مِنْ ثَنَايَاكِ

وَلاَ يَرُوعُكِ وَسْوَاسُ الحُلِيّ إذا

أخْفَيْتِ عَنْ وَحْيِهِ آثَارَ مَمْشَاكِ

وَلاَ يَهُولُكِ نَمَّامُ العَبِيرِ فَمَا

أخْفَاهُ مَسْرَاكِ إلا كَتْمُ لُقْيَاكِ

فَمَا أضَا الصُّبْحُ لَوْلاَكِ ابْتَسَمْتِ لَهُ

وَلا دَجَا اللَّيْلُ حَتَّى جَنَّ صُدْغَاكِ

ولا وشَى بِاللقَا وحْيُ الحُلِيّ سِوى

أنَّ الحُلِيّ حَكَى تَرْجِيع مَغْنَاكِ

ولا روَى عَنْبَرِيُّ الصُّدْغِ مُسْنَدهُ

إلا لِيَنْقُلَهُ عَنْ طِيبِ رَيَّاكِ

وَعَاذِلٍ رَامَ تَشْبِيهًا فَأفْحَمَهُ

دَلِيلُ حُسْنٍ أقَامَاهُ دَلِيلاَكِ

وَقُلْتَ تَرْجو شَبِيهًا وَهْوَ مُمْتَنِعٌ

وَلَوْ تُصَوِّرَ حُسْنٌ مَا تَعَدَّاكِ

فَإنْ حَكَى البَدْرُ زَاهِي وَجْنَتَيْكِ سَنًى

فَالْحُسْنُ يَشْهَدُ لِلْمَحْكِيَ لاَ الحاكِي

وَإنْ رَنَا الظَّبْيُ عَنْ جَفْنَيْكِ مُلْتَفِتًا

فَالسِّحْرُ يُوهِمُ أنَّ الظَّبْيَ جَفْنَاكِ

مِنْ أيْنَ لِلظَّبْيِ أصْدَاغٌ مُعَقْرَبَةٌ

تَحْمِي الشَّقِيقَ الَّذِي أبْدَاهُ خَدَّاكِ

وَكَيْفَ لِلظَّبْيِ أحْدَاقٌ مُلَوَّزَةٌ

تَعْلُو الوَشِيجَ الذِي هَزَّتْهُ عِطْفَاكِ

مَا البدرُ مَا الشَّمْسُ ما الظَّبْيُ الغَرِيرُ ومَا

زَهْرُ الرُّبَى وَغُصُونُ البَانِ لَوْلاَكِ

وَهَلْ سُعَادٌ وَسَلْمَى والرَّبَابُ إذَا

عُدَّتْ مَحَاسِنُ حُسْنَاهُنَّ إلاَكِ

تيهِي عَلَى الغِيدِ وَاسْبِي الزَّهْرَ بَهْجَتَهُ

فَالْغِيدُ وَالزَّهْرُ مِنْ أسْرَارِ مَغْنَاكِ

أعِيذُ بِالنَّجْمِ صَادَ اللَّحْظِ مِنْكِ كمَا

بِالنُّورِ وَالْفَجْرِ عَوَّذْنَا مُحَيَّاكِ

نَبَّتْ يَدَا زُمَرِ الْعُذَّالِ فِي قَمَرٍ

كَالشَّمْسِ مَا ضَرَّهَا خَنَّاسُ أفَّاكِ

تُرْكِيَّةُ اللَّحْظِ لَوْلاَ عُرْبُ مَنْطِقِهَا

مَا هِمْتُ وَجْداً بِأعْرَابٍ وَأتْرَاكِ

هَارُوتُ أجْفَانِهَا ألْقَى حَبَائِلَهُ

فَأوْقَعَ الْقَلْبَ فِي مَهْوَاةِ أشْرَاكِ

شَكَوْتُ سُقْمِي لِشَاكِي لَحْظِهَا فَرَنَا

شَزْراً وَقَالَ أنَا الْمَشْكُوُّ لاَ الشَّاكِي

وَصَالَ إذْ سَلَّ فِي الأجْفَانِ نَاظِرُهُ

مُهَنَّداً لِفُؤَادِي غَيْرَ تَرَّاكِ

مَلِيكَةَ الحُسْنِ رِفْقاً بِالفؤَادِ وَلاَ

تبغي عَلَيَّ فَإنِّي مِنْ رَعَايَاكِ

أنَزّهُ الطَّرْفَ عَنْ رُؤْيَا سِوَاكِ كَمَا

أوَحِّدُ القَلْبَ عَنْ تَثْلِيثِ إشْرَاكِ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.