إذا جادت دموعي في انتحاب

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

إِذَا جَادَت دُمُوعِي فِي انتِحَاب

فَمَا دَعوَى الغَمَامِ فِي الاِنسِكَابِ

وَحُقَّ لِيَ البُكَاءُ فَإِنَّ حُزنِي

يُثيرُ الدَّمعَ فِي جَفنِ السّرَابِ

وَأَينَ لِيَ العَزَاءُ وَقَد تَرَدّى

فرَاشُ الصَّبرِ فِي نَارِ المُصَابِ

وَيَا عَينَيَّ إِن لَم تَستَهِلا

ثَكِلتُكُمَا إِذاً بَينَ السِّحَابِ

عَلَى سِبطِ الرَّسُولِ عَلَى حُسَينٍ

عَلَى نَجلِ الشَّهِيدِ أَبِي تُرَابِ

يَزيدُ فَكم يَزِيدُ عَلَيكَ حِقدِي

رُزِئتَ الفَوز مِن حُسنِ المَآبِ

قَتَلتُم سِبطَهُ قَتلَ الأَعَادِي

لَقَد وُفِّقتُمُ لِسِوَى الصَّوَابِ

وَسُقتُم أَهلَهُ سَوقَ السَّبَايَا

أَهَذَا مَا قَرَأتُم فِي الكِتَابِ

لَقَد نشِبَ الحُسَينُ مِنَ البَلايَا

مِنَ الطُّلَقَآءِ فِي ظُفرٍ وَنَابِ

تَشَكَّى بِالغَلِيلِ فَأَورَدُوهُ

وَلَكِن كُلّ مطرُودِ الذُّبَابِ

أَيَومَ الطّفِّ لا بُورِكتَ يَوماً

جَعَلتَ الأسدَ نَهباً للكِلابِ

جَنَابُكَ حَيثُ طُل بَنُو عَلِي

أَلا لا دَرّ دَرُّكَ مِن جَنَابِ

أَلَم تَلحَقهُمُ فَتَذُودَ عَنهُم

وَتَحسِبَ من رَمَاهُم بِالهِضَابِ

أَلا يَا يَومَ عَاشُوراءَ رَاجِع

جَوَابِي لا قَدَرتَ عَلَى الجَوَابِ

عَلامَ تَرَكتَ نُورَ اللهِ يُطفَى

غَدَاتكَ بِالمُهَنّدَةِ العِضَابِ

بَنُو المختَارِ مَاتُوا فِيكَ ذَبحاً

لَقَد ضَحَّيتَ بالعِلقِ اللُّبَابِ

أَلَم تَقدِر ثُكِلتَ عَلَى انتِصَارٍ

فتَقذِفَهُم بِشَمسِكَ مِن شهَابِ

وَيَا نَجلَ الدَّعيّ حَربٍ

لَقَد لُفّفتَ نَسلاً مِن كِذَابِ

نَصِيبُكَ مِن جنَانِ الخُلدِ فَاهنَأ

نَصِيبُ أَبِيكَ مِن صِدقِ انتِسَابِ

قَدِمتَ عَلَى الحِسَابِ بيَومِ شَرٍّ

صَنَعتَ بِهِ صَنِيعاً لِلذّئَابِ

وَلَيسَ دَم الحُسَينِ أَرَقتَ لَكِن

مَزَجتَ دَم الرَّسُولِ مَعَ التُّرابِ

وَلَو لاقَاكَ يَومَئِذٍ أَبُوهُ

عَدَاكَ عَنِ الغَنِيمَةِ وَالإِيَابِ

وَسَلَّطَ ذَا الفِقارِ عَلَيكَ حَتَّى

تَوَارَى شَمسُ ظِلِّكَ بالحِجَابِ

وَلَو اَنِّي حَضَرتُ بِكَربَلاء

إِذاً حَمِدَ الحُسَينُ بِهَا مَنَابِي

إِذاً لَسَقَيتُ عَنهُ السَّيفَ رِيّاً

وَلَيسَ سِوَى نَجيعِي مِن شَرَابِ

أَمَولايَ الحُسَين نِدَاءَ عَبدٍ

عَظِيم الحُزنِ فِيكَ وَالانتِحَابِ

مَنَحتُكَ مِن بَنَاتِ الفِكر بِكراً

أَطَارَ شَرَارَهَا زَندُ اكتِئَابِي

عَسَى الرَّحمَنُ يَقبَلُهَا فَتُضحِي

شَفَاعَةُ أَحمَد عَنهَا ثَوَابِي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.