أقول لنفسي ما مبين كحالك

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أقول لنفسي ما مبين كحالك

وما الناس إلا هالك وابن هالك

صن النفس عما عابها وارفض الهوى

فإن الهوى مفتاح باب المهالك

رأيت الهوى سهل المبادي لذيذها

وعقباه مر الطعم ضنك المسالك

فما لذة الإنسان والموت بعدها

ولو عاش ضعفي عمر نوح بن لامك

فلا تتبع داراً قليلاً لبانها

فقد أنذرتها بالفناء المواشك

وما تركها الا إذا هي أمكنت

وكم تارك إضماره غير تارك

فما تارك الآمال عجباً جؤاذراً

كتاركها ذات الضروع الحواشك

وما قابل الأمر الذي كان راغباً

بشهوة مشتاق وعقل مبارك

لأجدي عباد الله بالفوز عنده

لدى جنة الفردوس فوق الأرائك

ومن عرف الأمر الذي هو طالت

رأى سبباً ما في يدي كل مالك

ومن عرف الرحمن لم يعص امره

ولو أنه يعطى جميع الممالك

سبيل التقى والنسك خير المسالك

وسالكها مستبصر خير سالك

فما فقد التنغيص من عاج دونها

ولا طاب عيش لامرئ غير ماسك

وطوبى لأقوام يؤمون نحوها

بخفة أرواح ولين عرائك

لقد فقدوا غل النفوس وفضلوا

بعز سلاطين وأمن صعالك

فعاشوا كما شاءوا وماتوا كما اشتهوا

وفازوا بدار الخلد رحب المبارك

عصوا طاعة الأجساد في كل لذة

بنور محل ظلمة الغي هاتك

فلولا اعتداد الجسم أيقنت أنهم

يعيشون عيشاً مثل عيش الملائك

فيا رب قدمهم وزد في صلاحهم

وصل عليهم حيث حلوا وبارك

ويا نفس جدي لا تملي وشمري

لنيل سرور الدهر فيما هنالك

وأنت متى دمرت سعيك في الهوى

علمت بأن الحق ليس كذلك

فقد بين الله الشريعة للورى

بأبين من زهر النجوم الشوابك

فيا نفس جدي في خلاصك وانفذي

نفاذ السيوف المرهفات البواتك

فلو أعمل الناس التفكر في الذي

له خلقوا ما كان حي يضاحك

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.