تطاول بالخمان ليلي فلم تكد

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

تَطاوَلَ بِالخَمّانِ لَيلي فَلَم تَكَد

تَهُمُّ هَوادي نَجمِهِ أَن تَصَوَّبا

أَبيتُ أُراعيها كَأَنّي مُوَكَّلٌ

بِها لا أُريدُ النَومَ حَتّى تَغَيَّبا

إِذا غارَ مِنها كَوكَبٌ بَعدَ كَوكَبِ

تُراقِبُ عَيني آخِرَ اللَيلِ كَوكَبا

غَوائِرَ تَترى مِن نُجومٍ تَخالُها

مَعَ الصُبحِ تَتلوها زَواحِفَ لُغَّبا

أَخافُ فُجاءاتِ الفِراقِ بِبَغتَةٍ

وَصَرفَ النَوى مِن أَن تُشِتَّ وَتَشعَبا

وَأَيقَنتُ لِمّا قَوَّضَ الحَيُّ خَيمَهُم

بِرَوعاتِ بَينٍ تَترُكُ الرَأسَ أَشيَبا

وَأَسمَعَكَ الداعي الفَصيحُ بِفُرقَةٍ

وَقَد جَنَحَت شَمسُ النَهارِ لِتَغرُبا

وَبَيَّنَ في صَوتِ الغُرابِ اِغتِرابَهُم

عَشِيَّةَ أَوفى غُصنَ بانٍ فَطَرَّبا

وَفي الطَيرِ بِالعَلياءِ إِذ عَرَضَت لَنا

وَما الطَيرُ إِلّا أَن تَمُرُّ وَتَنعَبا

وَكُدتُ غَداةَ البَينِ يَغلِبُني الهَوى

أُعالِجُ نَفسي أَن أَقومَ فَأَركَبا

وَكَيفَ وَلا يَنسى التَصابِيَ بَعدَما

تَجاوَزَ رَأسَ الأَربَعينَ وَجَرَّبا

وَقَد بانَ ما يَأتي مِنَ الأَمرِ وَاِكتَسَت

مَفارِقُهُ لَوناً مِنَ الشَيبِ مُغرَبا

أَتَجمَعُ شَوقاً إِن تَراخَت بِها النَوى

وَصَدّاً إِذا ما أَسقَبَت وَتَجَنُّبا

إِذا اِنبَتَّ أَسبابُ الهَوى وَتَصَدَّعَت

عَصا البَينُ لَم تَسطِع لِشَعثاءَ مَطلَبا

وَكَيفَ تَصَدّي المَرءِ ذي اللِبِّ لِلصِبا

وَلَيسَ بِمَعذورٍ إِذا ما تَطَرَّبا

أُطيلُ اِجتِناباً عَنهُمُ غَيرَ بَغضَةٍ

وَلَكِنَّ بُقيا رَهبَةً وَتَصَحُّبا

أَلا لا أَرى جاراً يُعَلِّلَ نَفسَهُ

مُطاعاً وَلا جاراً لِشَعثاءَ مُعتَبا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.