حي على الأنس إن طيف الهموم سرى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

حَيَّ على الأُنْسِ إِنْ طَيْفُ الْهُمومِ سَرى

وَسَلِّ نَفْسَكَ وَانْهَجْ نَهْجَ مَنْ صَبَرَا

وَلاَ تُصِخْ لِدَوَاعِي الْبَثِّ إِنْ صََدَحَتْ

إِنَّ دَواعِيهِ تَسْتَجْلِبُ الضَّرَرَا

وَاذْكُرْ مَعاهِدَ قد رَاقَتْ نَضَارَتُها

فَإِنَّ في ذِكْرِها أُنْساً وَمُعْتَبَرَا

للهِ مِنْها أُصَيْلانٌ جَنَيْتُ بِهَا

فِي رَوْضَةِ الَّلهْوِ مِنْ نَخْلِ الْمُنَى ثَمَرَا

إِذْ لاَالأَحِبَّةُ يَعْدُو عَنْ وِصَالِهِمُ

بُعْدٌ يُؤجِّجُ فِي أَحْشائِنا سَقَرَا

حَيْثُ ائْتَلَفْنَا وَلاَ وَاشٍ يَنِِمُّ بِمَا

نِلْنَا عَدا الأَعْطَرَيْنِ الْوَرْدَ وَالزَّهََرَا

وَلاَ رَقِيبَ عَلى الأَفْراحِ يَحْسُدُنَا

دَانٍ خَلاَ الْنَّيِّرَيْنِ الشَّمْسَ وَالْقََمَرَا

وَزَهْوُنَا بِتَلاقِينَا وَأُلْفَتِنَا

أَغْرَى بِنا الأَعْجَمَيْنِ الطَّيْرَ وَالْوَتَرَا

فَصاحَ ذَاكَ عَلى أَفْنَانِ دَوْحَتِهِ

حَيَّ عَلى الأُنْسِ إِنْ طَيْفُ الْهُمومِ سَرَى

وَبَثَّ ذَا بِبَنَانِ اللَّذْ يُحَرِّكُهُ

خُذْ مَا صَفَا لَكَ وَانْبُذْ كُلَّ مَنْ كَدَرَا

وَالْبَحْرُ مِثْلُ مُذَابِ التِّبْرِ حَاكَ بِهِ

كَفُّ النَّسِيمِ دُرُوعاً حُسْنُهَا سَحَرَا

وَالْوُرْقُ تَسْقُطُ في أَمْواجِهِ دُرَراً

كَمَا سَقَطَتْ عَلى بَحْرِ الْعُلاَ عُمَرَا

حَبْرِ الْجَزَائِرِ وَالدُّنْيا بِرُمَّتِها

مَنْ عالَجَ الْعِلْْمَ حَتَّى ذَاعَ وَانْتَشَرَا

بَدْرِ الْجَلاَلِ وَمِصْباحِ الْكَمالِ وَمِقْ

باسِ الْجَمالِ الذِي كُلَّ الْوَرَى بَهَرَا

شَيْخٌ أَحَاطَ بِأَنْواعِ الْمَدِيحِ فَمَا

أَبْقَى لِمَنْ بَعْدَهُ شَيْئاً وَمَا وَذَرَا

إِِنْ تَنْمِ أَهْلَ الْعُلاَ إِلَى مَحَاسِنِهِ

تَجِدْ جَمِيعَهُمْ مِنْ بَحْرِهِ نَهَرَا

ذُو هِمَّةٍ شُغِفَتْ بِالْمَجْدِ عَالِيَةٍ

حُمَّ بِهَا أَحَدُ النَّسْرَيْنِ فَانْكَدَرَا

إِلَى شَمَائِلَ أَزْرَتْ بِالنَّسِيمِ ضُحىً

وَخُلُقٍ كَالْخَلُوقِ قَدْ هَفَا سَحَرَا

مَنْ يُبْلِغُ الأَهْلَ أَنِّي بَعْدَ بَيْنِهِمُ

جَالَسْتُ بَدْرَ هُدىً بِالشَّمْسِ مُعْتَجِرَا

وَقَدْ ظَفِرْتُ بِمَا كُنْتُ آمُلُهُ

لَمَّا قَضَتْ مُنْيَتِي مِنْ نُورِهِ وَطَرَا

حَتَّى لَقَدْ خِلْتُ آمَالِي قَوائِلَ لِي

قَدْكَ ابْنَ زَاكُورَ هَذَا الْبَحْرُ فَاقْتَصِرَا

مَنْ ذَا يُطاوِلُنِي وَالْمَجْدُ صَافَحَنِي

وَالْبَدْرُ أَقْبَسَنِي وَالْعِلْمُ لِي سَفَرَا

قَدْ كُنْتُ قِدْماً أَرَى خَطْبَ النَّوَى ضَرَرَا

فَالْيَوْمَ حِينَ اكْتَسَبْتُ الْمَجْدَ لَا ضَرَرَا

مَا أَحْسَنَ الْبَيْنَ إِنْ كَانَتْ إِسَاءَتُهُ

تَفْضِي إِلَى مِثْلِ مِصْبَاحِ الدُّجَى عُمَرَا

بَقِيَّةِ السَّلَفِ الْمَاضِي وَنُخْبَتِهِ

لَكِنْ مَحَاسِنُهُ أَزْرَتْ بِمَنْ غَبَرَا

قَاضِي الْقُضَاةِ الذِي لاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ

فِي عَدْلِهِ اللَّذْ فَشَا فِي النَّاسِ وَاشْتَهَرَا

بَحْرِ الْعُلُومِ التِي قَدْ غَاصَ مَنْهَلُهَا

مُنْذُ زَمَانٍ وَسَيْلُ الْجَهْلِ فِيهِ جَرَى

شَمْسِ الأُصُولِ التِي تًعْشِي أَشِعَّتُهَا

عَيْنَ الْجَهُولِ فَلَمْ يَسْطِعْ لَهَا نَظَرَا

كَمْ مِنْ فَوَائِدَ أَوْلاَنِي غَدَوْتُ بِهَا

أُطَاوِلُ الْعَالِمَ الْحَبْرَ الذِي مَهَرَا

هَذا وَجَمْعُ الْجَوَامِعِالذِي بَهَرَتْ

غُرُّ مَعَانِيهِ مَنْ غَابَ وََمَنْ حَضَرَا

أبْدَى لَنَا مَا تَحْوِيهِ مِنْ نُكَتٍ

نَفِيسَةٍ تُخْجِلُ الْيَاقُوتَ وَالْدًّرَرَا

وَاهاً لَهَا مِنْ لَآلٍ قَدْ ظَفِرْتُ بِهَا

فَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً طَيِّباً عَطِرَا

سَحَّتْ عَلى قَبْرِ تَاجِ الدِّينِعَادِيَةٌ

تُخَفِّفُ الأْثْقَلَيْنِ التُّرْبَ وَالْحَجَرَا

وَلاَ تَخَطَّتْ مُحَلِّيهِ بِتَحْلَِيَةٍ

بَاهَى بِهَا الثَّقَلَيْنِ الْجِنَّ وَالْبَشَرَا

نِعْمَ الْمُحَلِّي مَوْلانَا الْمُحَلِّيُّقَدْ

نَظَمَ مِنْ دُرِّهِ مَا كَانَ مُنْتَثِرَا

يَا رَحْمَةَ اللهِ عُوجِي بِضَرِيحِهِمَا

وَلاَ تَزَالِي تَنُثِِّي لَهُمَا خَبَرَا

إِنَّ الإِمَامَ أَبَا حَفْصِ الرِّضَى عُمَرَا

أَضْحَى يُطَرِّزُ مَا حَاكَ وَمَا ابْتَكَرَا

بَدْرَ الْجَزَائِرِ صَانَ اللهُ بَهْجَتَهُ

عَنْ أَنْ يُرَى بِخُسُوفِ الْبَدْرِ مُسْتَتِرَا

وَبَحْرَهَا الْعَذْبَ لاَ زَالَتْ جَدَاوِلُهُ

تُرَوِّضُ الْعَالَمَيْنِ الْبَدْوَ وَالْحَضَرَا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.