نظرت إلى ذي شيبة متهدم

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

نظرت إلى ذي شيبة متهدم

أفناه ما أفنى من الأعوام

يمشي وتقدمه العصا وقد انحنى

فكأنها وتر لقوس الرامي

ورأت سمات الأريحية والندى

ودلائل المعروف والإقدام

واستخبرت عني فقلت لها امرؤ

نائي المواطن من كرام الشام

نبت الديار به وضاق فسيحها

عنه ففارقها بغير ملام

قالت من أي الناس أنت فقلت من

أولاد منقذ في ذرى وسنام

من معشر أبدا تروح رماحهم

بدم العدا مخضوبة الأعلام

تحمي البلاد سيوفهم وتبيح ما

تحميه دونهم سيوف الحامي

النازلين بكل ثغر خائف

والآمنين معرة الجرام

وإذا أتاهم مستجير خائف

آوى إلى حرم من الأحرام

وإذا أناخ السائلون بجوهم

عادوا ثقال الظهر بالإنعام

كم فيهم عند الحقوق إذا عرت

من باذل متبرع بسام

تغني يداه إذا هما همتا ندى

في المحل عن صوب الغمام الهامي

يتهللون طلاقة ويخافهم

لسطاهم الأساد في الآجام

قالت فأين هم فقلت أبادهم

دهر وهل باق على الأيام

وودت لو ناهلتهم كأس الردى

ووردت قبلهم حياض حمامي

فحياة مثلي بعد عز باذخ

ومعاشر غلب ومال نام

ونفاذ أمر لا يرد يطيعه

فيما قضى العاصي من الأقوام

لأشد من غصص الحمام وراحتي

بالموت غاية منيتي ومرامي

فبكت بزفرة موجع لو صادفت

حجراً لذاب من الزفير الحامي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.