شاق الفؤاد وما نشتاق من أمم

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

شاقَ الفُؤادَ وَما نَشتاقُ مِن أُمَم

أَطلالُ مَنزِلَةٍ أَقوَت وَلَم تَدُمِ

هِيَ الخَيالُ الَّذي أَهدى لَنا سَقَماً

إِذ زارَنا وَغَدا خِلواً مِنَ السَّقَمِ

ما زارَكَ الطَّيفُ مِن برٍّ تعَرّفهُ

لكِن تَمَنّيكهُ أَهداهُ في الحُلُمِ

بِتنا وَباتَ يُمَنِّينا وُيُؤنِسُنا

بُخلاً عَلَينا وَلَمّا يُؤتَ مِن عَدَمِ

لَو دامَ ذلِكَ لَم نَطمَح بِأَعيُنِنا

إِلى سِواهُ وَلكِن ذاكَ لَم يَدُمِ

قَد هاجَ لي بكراً مِمَّن بُليتُ بِهِ

حَمامَتانِ عَلى غُصنٍ مِنَ السَّلَمِ

تَناوَحانِ بِنَغماتٍ يَهيجُ لَها

قَلبُ الفَتى وَهوَ عَمّا تَعنِيانِ عَمي

يا مَن رَأى عَرَبِيَّ اللَّفظِ هاجَ لَهُ

حُزناً فَقالَ عَلَيهِ نايِحُ العَجَمِ

لا شَيءَ أَعجَبُ مِن قَتلي بِلا تِرَةٍ

مَتى أُقاد بِها كانَت وَلا تَدُمِ

يا ذا الَّذي خانَ عَهدي إِذ وَثِقتُ بِهِ

قَد كُنتَ عِندي أَميناً غَيرَ مُتَّهَمِ

أَطمَعتَنِي في الهَوى حَتَّى إِذا سَمحَت

نَفسي مُنيتُ بِحَبلٍ مِنكَ مُنصَرِمِ

صَدَّقتَ فِيَّ أَقاويلَ الوُشاةِ وَلَم

تَسمَع مَقالي في عذري وَلا كَلمِي

وَمَجلِسٍ نَظَرَت عَينُ السُّرورِ بِهِ

إِلى النّدامى بِأَلوانٍ مِنَ النَّغَمِ

ظَلَّت عَلَيهِ سَماءُ اللَّهوِ هاطِلَةً

بِالسَّكبِ مِن قطرِها وَالوَبلِ وَالدِّيَمِ

ثابَت إِلَيهِ مِنَ اللَّذاتِ ثايِبَةٌ

وَقَد أمِيطَ الأَذى عَنهُ فَلَم يَقُمِ

ظَلَّت أَباريقُنا لِلكَأسِ ساجِدَةً

فيهِ كَما خَرَّت الكُفَّارُ لِلصَّنَمِ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.