وصاحب الحاجات من يجفو الكرى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

وصاحبُ الحاجاتِ مَن يجفو الكرى

ويركبُ الهولَ إذا الجِبسُ التَوَى

أَرَى الفتى تغرُّهُ صِحّته

وإنما الصحةُ رهنٌ بالضنا

يرجو ليانَ العيشِ وهو داؤُهُ

ورُبَّ راج خافَ من حيثُ رَجَا

قد فَضَلَت آمالُهُ عن عُمرِهِ

فهُنَّ لا تفنى ويُفنِينَ الفَتَى

بنى الحصونَ حذراً من العِدَى

وجِسمُهُ مشتمِلٌ على العِدَى

في هذه الآمالِ ما أعجبَهَا

عمارةُ الدنيا وآفاتُ الوَرَى

يدفعُ أسبابَ الأذى عن نفسه

ورُبما جر الأذى دفعُ الأذى

يفرحُ بالأيامِ يمرُرن به

وإنّما هُنَّ سلاليمُ الرَدَى

يَغمِسُ في العصيانِ كفّاً مُلِئَت

من نِعَمٍ تكثرُ أعدادَ الحَصَى

يُعجِبُهُ نَماءُ ما يملِكُهُ

وهو بنقصانِ الحياةِ ما نَمَى

ويندبُ الموتى وينسى نفسَهُ

كأنّه مما أتوهُ في حِمَى

لا يُبطِرَنكَ ما ترى من نِعَمٍ

فعن قليلٍ لا ترى ما قد ترى

كأن ما يمضي من الدنيا مضى

وأن ما يأتي من الموت أتى

فارحل إلى الأخرى بزادٍ من تُقى

فإنما الزادُ إلى الأخرى التُقَى

هل ينفعُ العيشُ بغيرِ صحَّةٍ

أو تكمُلُ الصِحّةُ إلا بالغِنَى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.