لقد كنت جلدا قبل أن توقد النوى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لقد كنتُ جَلْداً قبْلَ أَنْ تُوقِدَ النَّوَى

على كبدي ناراً بطيئاً خُمودُها

ولو تُرِكَتْ نارُ الهَوى لَتَضرَّمَتْ

ولكنَّ شَوْقاً كلَّ يومٍ يَزِيدُها

فقدْ جَعَلتْ في حَبَّةِ القَلْبِ والحَشا

عِهادُ الهَوى تُولَى بِشَوْقٍ يُعِيدُها

وقد كنتُ أَرْجُو أنْ تموتَ صَبابَتي

إذا قَدُمَتْ أيَّامُها وعُهودُها

بِمُرْتَجةِ الأرْدافِ هِيفٌ خُصورُها

عِذابٌ ثَناياها لِطافٌ قُيودُها

وَصُفْرٌ تَراقِيها وحُمْرٌ أكُفُّها

وسُودٌ نَواصِيها وبِيضٌ خُدودُها

يُمَنِّينَنَا حَتَّى تَرِفَّ قُلُوبُنَا

رَفِيفَ الخُرَامَى بَاتَ طَلٌّ يَجُودُها

وَفِيهِنَّ مِقْلاقُ الوِشَاحِ كَأنَّها

مَهاة بتُرْبَانٍ طَويلٌ عَمُودُها

مُخَصَّرةُ الأوْسَاطِ زَانتْ عُقُودَها

بِأحْسَنَ مِمَّا زَيَّنَتْهَا عُقُودُها

مِنَ البِيضِ لا تَخْزَى إذا الرِّيحُ أَلْصَقَتْ

بِها مِرْطَها أَوْ زَايلَ الحَلْيَ جِيدُها

ألاَ لَيْتَ شِعري هَلْ تَغيَّرَ بَعْدَنا

مَلاَحَةُ عَيْنيْ أُمِّ عَمْرو وجِيدُها

وهل بَلِيَتْ أثْوَابُها بعدَ جِدَّةٍ

ألا حَبَّذا أخْلاَقُها وجَدِيدُها

وكنتُ أذُودُ العَيْنَ أَنْ تَرِدَ البُكا

فقد وَرَدَتْ ما كنتُ عَنْهُ أذُودُها

خَلِيليَّ ما في العيش عَيْبٌ لو انَّنا

وجدنا لأيامِ الصِّبا من يُعِيدُها

إذَا جِئْتُها بَيْنَ النِّساءِ مَنَحْتُها

صُدُوداً كأنَّ النَفْسَ لَيْسَ تُرِيدُها

ولِي نَظْرَةٌ بعد الصُّدودِ منَ الجَوى

كنظرة ثَكْلَى قد أُصِيبَ وَلِيدُها

هَل اللّهُ عافٍ عَنْ ذُنوبٍ تَسَلَّفَتْ

أمِ اللّهُ إن لم يَعْفُ عنها مُعِيدُها

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.