نوب الزمان قلائد الأعناق

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

نوب الزمان قلائد الأعناق

تزداد إن عوتبن ضيق خناق

بخلت بما أبقته من أرماقنا

فاستأثرت بيقية الأرماق

نبيني الحصون منوطة أطرافها

بالنجم وهي على الحصون رواقي

ونسالم الأيام وهي تدوسنا

بوقائع محمرة الآفاق

حتام نحمل غير محمول على

إرهاقنا ونطيق غير مطاق

بل كيف ننهض بالخطوب وإننا

لأرق من قمص تشف رقاق

نجري وما نجري على مرر القوى

لكننا نجري على الأعراق

فننال نزر العيش بين فلائق

غبر وبين جماجم أفلاق

وأرى الزمان يسوسنا بطرائق

مطروقة وخلائق أخلاق

لو أنصف الآداب عوض أهلها

أطواق حليتها من الأوهاق

هذا الغدير طما فأين الساقي

والمعقل استعلى فأين الراقي

آثار غائبة الشخوص شواهد

مجدا وماضية الحلوم بواقي

ومنازل عبق المكارم مخبر

زوارها عنهم بقرب فراق

يستعبر الطراق في عرصاتها

للخطب بعد تبسم الطراق

أهلال غاب بك الهلال وعوضت

آفاقه ظلما من الإشراق

هصرت بك الأيام دوحة سودد

مكتنة الأثمار في الأوراق

حسناء طيبة المغارس تجتني

منها العفاة محاسن الأرزاق

اليوم يرعى الجود منك شقيقه

إذ بنتما لا عن قلى وشقاق

وتؤوب خافقة القلوب عصابة

محتومة الآمال بالإخفاق

وتجف أثواب الثناء لأنها

فجعت بريق مزنها الرقراق

لله أنت مفارقا لا تنطفي

حرق العلا عنه بيوم تلاقي

تسعى المكارم حوله وكأنها

غرر السوابق لحن يوم سباق

لو أنها علقت بميت قبله

فلعلقن منه بأنفس الأعلاق

أضريحه حييت من ديم الحيا

بمؤرق الأجفان ليس براقي

واه إذا حل النطاق على الثرى

وافاك ناطقه بغير نطاق

قد كنت أمتهن الحوادث عنده

متوطئا منها على الأعناق

فاليوم أدفع ظلمها بأنامل

تربد من حزن ومن إشفاق

مرضت ولو لبست تراب ضريحه

لأخذن منه بعروة الإفلاق

لله أسرته الكرام فإنهم

خلف النجوم الزهر في الأغساق

بسطوا وجوههم الحسان تجلدا

وطووا جوانحهم على الإشراق

لو كنت خدن نديهم لرأيتهم

مثل الأهلة لم ترع بمحاق

ورأيت إبراهيم مثل سميه

صبرا غداة غدا إلى الإحراق

أمم السجية لا الجفون غريقة

وجدا ولا الأشجان في إغراق

لا يعمل النظر الحديد ولا يرى

فيما عناه تكلف الإطراق

سحقا لقارعة الخطوب فقد نضا

سيف النضال لها أبو إسحق

ملك سماء يمينه وشماله

منهلة بالسم والدرياق

بفوائد تجلي الولي جليلة

ومكائد تردي العدو دقاق

جار إلى العلياء أبصر فضله

عنق الطريق فجد في الإعناق

أنف الفصاحة لو تجسم لفظه

أضحى عقود ترائب وتراقي

ومفاضل الأعداء يغرس نبله

بحدائق الوجنات والأحداق

أفواقه مثل النصال إذا رمى

ونصالهم في الرمي كالأفواف

أحللتني شماء لم تعرف لها

إلا الكواكب أو علاك مراقي

خضراء ينسح الحيا من مزنه

قبل انسكاب سحابه الغيداق

يثني بها الركب الركاب خفائفا

وتثار وهي ثقائل الأوساق

عطن يساق الحلي فيه إلى الذرا

فكأنه سوق من الأسواق

وملكت عبدا لم ترم خطراته

عتقا ولم تعرف سبيل إباق

ومضىء مصباح الوداد إذا دجا

في مضرمات الود ليل نفاق

لا مظهر الشكوى ولا متملق

إخوانه المثرين في الإملاق

فتملها غراء تسفه حاسدي

إن هم في ميدانها بلحاق

حليت مشرق حليها بك بعدما

أطبقت أزمانا عليه حقاقي

فاسلم فلو نال النجوم بليله

أحد لنلت النجم باستحقاق

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.