تعطف علينا أيها الغصن الغض

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

تَعَطَّفُ عَلَيْنَا أَيُهَا الغُصُنُ الغَضُّ

أَمَا مِنْكَ شَمٌّ يُسْتَفَادُ وَلاَ عَضُّ

جَنَاكَ جَنىً فِيْهِ شِفَاءٌ وَصِحَّةٌ

وَلَكِنْ لَنَا فِي طَرْفِكَ السَّقَمُ المَحْضُ

تَرَكْتَ طَبِيْبِي حَائِرَاً فِي بَاكِيَاً

عَلَيَّ بِعَيْنٍ مَا يُصَافِحُهَا غَمْضُ

وَيَعْجَبُ مِنِّي أَنْ أُطِيْقَ جَوَابَهُ

وَقَدْ كَادَ يَخْفَى فِي مَجَسَّتِيَ النَّبْضُ

فَحَتَّامَ لاَ تَشْفِي العَلِيْلَ بِزَوْرَةٍ

هِيَ الرُّوحُ لِلْجِسْمِ الذِي مَالَهُ نَخْضُ

بَدَتْ مَوْهِنَاً فِي رَادِعِ اللَّوْنِ تَحْتَهُ

غَلاَئِلُ نُورٍ حَشْوُهَا بَرَدٌ بَضُّ

وَمَاسَتْ كَمَيْسِ الخَيْزَرَانَةِ وَاتَّقَتْ

بِأَحْسَنِ مُسْوَدٍّ بَدَا فِيْهِ مُبْيَضُّ

وَقَدْ نَقَضَتْ عَهْدَ الصَّفَاءِ كَأَنَّهَا

أُنَاسٌ هَوَاهُمْ فِي عُهُودِهِمْ النَّقْضُ

لِئَامٌ إِذَا مَا غِبْتُ عَنْهُمْ تَجَمَّعُوا

عَلَى غَيْرِ مَا أَهْوَى فَإنْ أَبْدُ يَنْفَضُّوا

أُفَرِّقُهُمْ عِنْدَ انْقِضَاضِي عَلَيْهِمُ

كَمَا طَفِقَ البَازِي عَلَى الطَّيْرِ يَنْقَضُّ

يَعُدُّونَ إِحْسَانَ الصَّدِيْقِ إِسَاءَةً

وَيَهوَونَ أَنْ يَرْضَوا وَيَأَبَوْنَ أَنْ يُرْضُوا

وَقَدْ أَكْسَبَتْنِي نِعْمَةُ اللَّهِ بُغْضَهُمْ

فَلاَ زَالَتِ النُّعْمَى وَلاَ بَرِحَ البُغْضُ

وَكُنْتُ إِذَا مَا عَابَنِي ذُو دَنَاءَةِ

يُكَابِدُ ضِغْناً فِي حَشَاهُ لَهُ مَضُّ

أبِيْتُ لِمَجْدِي أَنْ أُسَاجِلَ مِثْلَهُ

وَحَاشَى سَمَاءً أَنْ يُشَاكِلَهَا أَرْضُ

وَمَالِيَ أَخْشَى حَاسِدَاً أَوْمُعَانِدَاً

وَلَيْسَ لَهُ بَسْطٌ عَلَيَّ وَلاَ قَبْضُ

نِبَالِيَ أَقْلاَمِي وَسَيْفِيَ مِقْوَلِي

بِهِ الدَّهْرَ أَبْكَارَ البَلاَغَةِ أَفْتَضُّ

تُرِيْكَ وُجُوهَ المَكْرُمَاتِ ضَوَاحِكَاً

وَتُوضِحُ مُسْوَدَّ الأُمُورِ فَتَبْيَضُّ

وَكَمْ حَقَّقَ الأَمْرَ الذِي هُوَ بَاطِلٌ

وَكَمْ دَحَضَ الحَقَّ الَّذِي مَالَهُ دَحْضُ

وَمَا شِئْتَ مِنْ نَفْسٍ عَزُوفٍ ومَذْهَبٍ

شَرِيْفٍ وَتَرْكِيْبٍ حَكَى بَعْضَهُ بَعْضُ

وَإِلاَّ بَكَى عُرْفٌ كَثِيْرٌ كَثِيْرٌ مَنَعْتُهُ

فَعِنْدِي عَلَيْهِ الهَزُّ والحَثُّ والحَضُّ

وَأَكْرَمْتُ أَعْرَاضِي بِمَالِي فَصُنْتُهَا

وَمَنْ جَادَ لَمْ يَدْنَسْ لَهُ أَبْدَاً عِرْضُ

وَحُمِّلْتُ أَعْبَاءَ الدُّيُونِ وَإِنَّمَا

أَمَارَةُ جُودِ المَرْءِ أَنْ يَكْثُرَ القَرْضُ

وحَصَلَّتُ أَسْرَارَ الصَّدِيْقِ بِمُحْرَزٍ

مِنَ الحِفْظِ عِنْدِي مَا لِخَاتَمِهِ فَضُّ

أَبَا بَكرٍ اسْلَمْ لِلْمَوَدَّةِ والصَّفَا

فَوُدُّكَ بَاقٍ لا يَحُولُ وَلاَ يَنْضُو

مُنِيْنَا بِمَنْ نُغْضِي لَهُمْ عَنْ عِثَارِهِمْ

وَهِمَّتُهُمْ فِيْنَا التَّنَقُّصُ وَالغَضُّ

وَأَنْتَ امرُؤٌ تَصْفُو إِذَا كَدُرَ الوَرَى

وَتَحْلُو إِذَا مَا شَابَ وَدَّهُمُ حَمْضُ

مَتَى يَشْقَ خِلُّ بِالتَّغَيُّرِ مِنْ أَخٍ

خَؤُونٍ فَحَظِّي مِنْ مَوَدَّتِكَ الخَفْضُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.