أبى الدهر إلا فعالا خسيسا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أَبِى الدَّهْرُ إِلاَّ فَعَالاً خَسِيْسَا

وَصَرْفاً يُبْدِّلُ نُعْمَاهُ بُوسَا

وَكُنْتُ أَرَى وَجْهَهُ ضَاحِكَاً

فَأَبْدَلَنِي مِنْهُ وَجْهَاً عَبُوسَا

وَشَيَّبَنِي حَادِثَاتُ الزَّمَانِ

وَأَحْدَاثُهُنَّ تُشِيْبُ الرُّؤُوسَا

وَنَازَعَنِي الدَّهْرُ ثَوْبَ الشَّبَابِ

فَنَازَعَنِي مِنْهُ عِلْقَاً نَفِيْسا

يُعَاتِبُنِي إِنْ أَطَلْتُ الجُلُوسَ

وَعَنْ عُذُرٍ مَا أَطَلْتُ الجُلُوسَا

وَقَدْ يَمْكُثُ السَّيْفُ فِي غِمْدِهِ

مَصُوناً وَيَسْتَوْطِنُ اللَّيْثُ خَيْسَا

أَأَخْدُمُ مَن كَانَ لِي خَادِمَاً

وَأَتْبَعُ مَنْ قَدْ رَآنِي رَئِيْسَا

جَفَوْتُ النَّدِيْمَ إِذَاً والْمُدَامَ

وَأَصْبَحْتُ أُوذِي عَلَيهَا الجَلِيْسَا

كَأَنِّيَ لَمْ أَعْدُ فِي مِقْنَبٍ

أَفُلُّ بِحَدِّ الخَمِيْسِ الخَمِيْسَا

وَأَقْتَنِصُ الوَحْشَ فِي بِيْدِهَا

بِمُضْمَرَةٍ تَجْتَذِبْنَ المُرُوسَا

تَرُوعُ الظِّبَاءَ بِأَشْخَاصِهَا

فَتَقْبِضُ قَبْلَ الجُسُومِ النُّفُوسَا

وَلَمْ أَدِرِ الكَأسَ في فِتْيَةٍ

نُبَاكِرُهَا قَهْوَةً خَنْدَرِيْسَا

كَأَنَّ الكُؤُوَس بِأَيْدِيهِمُ

نُجُومُ سَمَاءٍ تُلاَقِي شُمُوسَا

وَيَا رُبَّ يَوْمٍ تَمَلَّيْتُهُ

سُرُورَاً ببَطْاسَ أو بَانَقُوسَا

وَيَا حَبَّذَا الدَّيْرُ دَيْرَ البَرِيْجِ

تُجِيْبُ النَّوَاقِيْسُ فِيْهِ القُسُوسُا

وَهَيْفَاءَ لَوْ لَمْ تَمِسْ ما اهْتَدَى قَضِيْبُ

الرِّيَاضِ إلَى أَنْ يَمِيْسَا

وَلَو بَرَزَتْ لِنَصَارَى المَسِيْ

حِ عِيْسَى لَدَانُوا بِهَا دُونَ عِيْسَى

إِذَا شِئْتُ أُنْطِقُ فِي حِجْرِهَا

لِسَانٌ فَصِيْحٌ يُهِيْجُ الرَّسِيْسَا

وَآمِرَةٍ بِرُكُوبِ الفَلاَةِ

وَأنْ أُعْمِلَ الطَّرْفَ وَالعَنْتَرِيْسَا

رَأَتْنِي قَنِعْتُ وَلَمْ أَلْتَمِسْ

لِقَاءَ وُجُوهْ تُطِيْلُ العُبُوسَا

دَعِيْنِي أُمَارِسُ صَرْفَ الزَّمَانِ

وَأَلْبَسُ فِي كُلِّ حَالٍ لَبُوسَا

فَإِنَّ الثِّيَابَ إِذَا مَا خَلُقْ

نَ كَانَتْ جُلُودُ الرِّجَالِ اللَّبُوسَا

فَإِنِّي رَأَيْتُ فُرُوعَ الكِرَامِ

يَشِبْنَ إِذّا مَا ابْتَذَلْنَ الرُّؤُوسَا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.