عجلت يا شيب على مفرقي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

عَجِلتَ يا شَيبُ عَلى مَفرِقي

وَأَيُّ عُذرٍ لَكَ أَن تَعجَلا

وَكَيفَ أَقدَمتَ عَلى عارِضٍ

ما اِستَغرَقَ الشَعرَ وَلا اِستَكمَلا

كُنتُ أَرى العِشرينَ لي جَنَّةً

مِن طارِقِ الشَيبِ إِذا أَقبَلا

فَالآنَ سيّانِ اِبنُ أُمِّ الصِبا

وَمَن تَسَدّى العُمُرَ الأَطوَلا

يا زائِراً ما جاءَ حَتّى مَضى

وَعارِضاً ما غامَ حَتّى اِنجَلى

وَما رَأى الراؤونَ مِن قَبلِها

زَرعاً ذَوى مِن قَبلِ أَن يُبقِلا

لَيتَ بَياضاً جاءَني آخِراً

فِدى بَياضٍ كانَ لي أَوَّلا

وَليتَ صُبحاً ساءَني ضَوءُهُ

زالَ وَأَبقى لَيلَهُ الأَليَلا

يا ذابِلاً صَوَّحَ فَينانُهُ

قَد آنَ لِلذابِلِ أَن يُختَلى

حَطَّ بِرَأسي يَقَقاً أَبيَضاً

كَأَنَّما حَطَّ بِهِ مُنصُلا

هَذا وَلَم أَعدُ بِحالِ الصِبا

فَكَيفَ مَن جاوَزَ أَو أَوغَلا

مِن خَوفِهِ كُنتُ أَهابُ السُرى

شُحّاً عَلى وَجهِيَ أَن يُبذَلا

فَلَيتَني كُنتُ تَسَربَلتُهُ

في طَلَبِ العِزِّ وَنَيلِ العُلى

قالوا دَعِ القاعِدَ يُزري بِهِ

مَن قَطَعَ اللَيلَ وَجابَ الفَلا

قَد كانَ شِعري رُبَّما يَدَّعي

نُزولَهُ بي قَبلَ أَن يَنزِلا

فَالآنَ يَحميني بِبَيضائِهِ

أَن أُكذِبَ القَولَ وَأَن أُبطِلا

قُل لِعَذولي اليَومَ نَم صامِتاً

فَقَد كَفاني الشَيبُ أَن أُعذَلا

طِبتُ بِهِ نَفساً وَمَن لَم يَجِد

إِلّا الرَدى أَذعَنَ وَاِستَقبَلا

لَم يَلقَ مِن دوني لَهُ مَصرِفاً

وَلَم أَجِد مِن دونِهِ مَوئِلا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.