ليالي الصبا درت عليك السحائب

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

ليالي الصبا درت عليك السحائب

وجادك هطال مرته الجنائب

فقد كنت مرعى للشباب ومرتعا

إذا جف منه جانب طاب جانب

إذا ضحكت أيامك البيض ناشئا

غريرا بكاك المعلقون الأشايب

إذا كسب الشيب الوقار فإنه

يذمك بالشيب الحسان الكواعب

وفي طيّ هذا الدهر كل عجيبة

فمن عاش لافته النهى والعجائب

وبصّره بالفكر ما كان عله

عليه الهوى والمشكلات الغرائب

وإني بحمد الله أنظر عن مدى

بعيد أنثني للخير والخير عازب

فإن غالني صرف الزمان وريبه

وأعوزني فيه خليل مقارب

ليست له الصبر الجميل على جوى

تشيب له في المعضلات الذوائب

وجاورت من لا يعدم الخير جارهُ

ولا راجيا إحسانه منه خائب

وقلت له والصبر أكبر جنّة

إذا بهرج القول الخؤون المكاذب

ألا أيها الإنسان والسيد الذي

برغم العدا شدّت إليه الركائب

أبا مسلم إن الإمارة خيّرت

قرينا كريما يتقي ويراقب

قرنت بمحمود السجايا محمّدا

حسيب أديب كاتب وهو حاسب

محاسنه اشتقت وكان اشتياقها

من اسم أبيه سؤدد وهو ناسب

ولو قيل للمجد اقترع خير صاحب

للاذ به مستعصم وهو راغب

ولو نطق المجد المؤثل عن فم

لقال به اسطو وعنه اضارب

ففي كل وقت من جلالة قدره

له مادح عن جوده ومخاطب

خلائقه كالنور باكرهُ الندى

وجادت عليه بالعشيّ السحائب

وكالسيف متناه تلين للامس

وحدّاه فيها الموت والموت قاضب

وكالشمس والبدر المضيئة في الضحى

إذا ازدحمت في جانبيه المواكب

رأى الحرم في إمضائه العزم للعلى

فأمضاهما بالرأي والرأي ثاقب

وبالملك التاج المؤيّد عزّه

منوطٌ بعزّ أسعتده الكواكب

فلا زال هذا الملك تعلو فروعهُ

إلى النسر والعيوق والأصل راسب

فقد طابت الدنيا وطاب نعيمها

فمن كان فيها زاهدا فهو راغب

أمان أمين وانتصار وعفة

وبسط وعدل شامل ومواهب

فقد آمن الله البلاد فأصبحت

ذئاب الفلا ترعى الكلا والأرانب

ألا أيها الأستاذ دعوة مادح

رأى المدح فرضا واجبا وهو واجب

عمرت ضواحي عكيرا وعراصها

يعدل رئيس هذبته التحارب

عفافا وعدلا وانتصارا وسطوة

ألا يأبي الله تلك الضرائب

وراعيت أحوال الرعيّة مشفقا

فدرت عليهم بالنقيّ المكاسب

وقرّبتهم حتى كأنك والد

فحلمك موجود وكيسك غالب

فعش سالما تخشى وترجى وتتّقى

برغم العدى ما دام للدر حالب

وما كنت أعيا للقريض ونظمه

فمنها إذن سدّت عليّ المذاهب

ثمانون عاما أخلفتني ولم أزل

جليداً إذا ما صافحتني النوائب

فأصبحت كالشيء اللقى بعد نهضتي

إلى معجر قد غيبته الغياهب

مدحتك مختاراً ورمت تشرفا

وإنيَ من مدحي سواك لتائب

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.