لله قد وجب الدوام

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

للّه قد وجب الدَّوَامْ

وسِوَاه نهبٌ لِلْحِمَامْ

حُكْمٌ جرى تعميمُه

حتماً على كلّ الأنام

سيّان في تنغيصه

عالٍ ومُنْخَفِضُ المقام

أين الملوك وأين مَنْ

كانت لهم تُرْعَى الذِّمام

لم يَحْمِهم مالٌ ولا

لَمْعُ الصوارم والسِّهام

وجميع عِزِّهُمُ انْطَوَى

كالبرق في طيّ الغمام

لم يظفَروا بسوى الذي

عَمِلُوه من خَيْرٍ مُدَام

وجدوه نُوراً عندما

يسعى المُقَصِّرُ في الظلام

وجدوه سعداً مُؤْنِساً

يَهْدِي إلى دار السّلام

وجدوه مُلْكاً جَلَّ أن

يسعى لعزّته انصرام

هذا الذي قد رَامَه

بصنيعه هذا الهُمام

فأتى بكلّ عظيمة

عن مثلها صَغُرَ العظام

أَوَلَمْ يُسِلْ عَيْنَ النّدى

حتّى تَضَلّعَ كلُّ ظام

أوَلَمْ يَشِدْ للدّين ما

أنوارُه ذات ابتسام

مِنْ جامعٍ جُمِعَتْ له

كلّ المحاسن بالتّمام

ومكاتبٍ أضحى بها

دُرُّ المفاخر في انتظام

ومَوَارِدٍ بزُلالها

أَبْرَى الأنامَ من الأَوَام

هذا وكم قَصَدَتْهُ في

أيّامه زُمَرُ المرام

والدّهرُ كم لَحَظَتْهُ من

إجلاله عَيْنُ احترام

قاد الصّفوف بِعَزْمِهِ

وبرأيه صلّى الإمام

فأطاعه في حربه

نَصْرٌ عزيزٌ لا يُرام

ثم انْقَضَى فكأنّه

طَيْفٌ تَعرَّض في منام

وَمَنِ الذي دامت له

والدّهرُ مسلولُ الحُسَام

فَبَكَتْ عليه عوائدٌ

غُرٌّ بأدمعها السّجام

اللّه يرحم يُوسُفاً

ختم الكِرام بلا كلام

لا غَرْوَ أن أرّختُه

بمماته يَتُمَ الكرام

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.