أخت يوشع

سَلي عني الأيام يا أُخت يوشع

سلي الليل والأحلام هل زرتَ مضجعي

سَلي كل من تلقين يمشي على الثَرى

سَلي العيس والبيداء عن سَيل أدمعي

لأني رهين بالصبابة والجوى

ولو نلت من حبي لحبك مصرعي

قفي وإنظري قلباً يُمزقه الهوى

ولو لا هواكِ ما تفكك أضلُعي

دعيني من التسويف عمري بل إنظُري

ولا نلتُ منكِ ما يشنف مسمعي

لقيتُ ومنكِ ما لقى قيس عامر

وأنكِ ليلى يا لِعظمِ توجعي

وضعت فؤادي في الهوى لكِ موطئاً

وغسلت أقداماً لكِ وبأدمُعي

أما تخشين الدهر في قتل من غدا

بحُبكِ يحيا لا لحُبكِ مُدعي

تريدين أن أُّبقي عذابي في الهوى

وتلعبُ بي الأحداثُ في كل موقعِ

ولا تعجبي أَنْ قد أتتني غشاوةً

فمنكِ وفيكِ قد لقيتُ تسكُعي

فرقي لِمن يَمسي ويُصبحُ في الهوى

يُناديكِ يا روحي إلي تراجعي

فلما رأتني ساور الهمُ قلبها

وقالت ظَننتُ اليوم تنسى لي موضعي

ولكن، وحق الحب لست بِناسها

سويعات ضمٍ تحتسي من مدامعي

فهيا بنا نَبدلُ هموماً بِمتعة

ونكشفُ من قد كان في الحب يدّعي

ولما تصافحنا وعانقنا الهوى

رأيت دموع العين ترثي لمدمعي

حظيتُ بود من حبيب عهدتهُ

وناديت يا ريمي ويا أُخت يوشع