إن العروبة بالإسلام عزتها

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

قبل الرسالة قل لي من هم العرب

وأي مجد بنت أم لهم وأب

تعال فاستقرى التاريخ أمثلة

تر الحقائق فيما تحمل الكتب

كان التفاخر بالأنساب رائدهم

في كل ناد فماذا حقق النسب

هل استطاعوا به توحيد أمتهم

كلا ففاقد أمر الشيء لا يهب

أبناء لخم لكسرى الفرس تابعة

وآل جفنة بالرومان تعتصب

وذو النباهة فيهم من له وثن

إليه يجأر بالشكوى وينتحب

واشرف القوم من وأد البنات له

يعد فخرا ومن يقتات ما نهبوا

وما البسوس وما جرته من فتن

إلا دليل بأن الفكر مضطرب

نعم وإلا فما مقدار ناقته

حتى عليها دم الحيين ينسكب

وكان أول قتلى القوم سيدهم

كليب : ثم توالت بعده النوب

فأربعون من الأعوام إن خمدت

نار الحروب فنار الحقد تلتهب

إن كنت في مرية من أمر سيرتهم

فابحث عن الصدق في أخبار من ذهبوا

سل داحسا والغبيرا عن رهانهم

وكيف عبس وذبيان به نكبوا

خمسون عاما ونار الحرب ما فتئت

تصلى الفريقين لم يخمد لها لهب

وسل بين قيلة عن داء باقعة

فيها تحكمت الهندية القضب

وعن بعاث ومالاقوه من محن

فيه تمخض عنه الحقد والغضب

فراح يحصد بعض بعضهم سفه

وما أفادتهم القربى ولا الحسب

هذا مثال من التاريخ أنقله

كما روته لنا الأخبار والكتب

ولو أردنا له حصراً لأعجزن

فهم على مثل هذا الحال قد دأبوا

لكن من يتولانا… برحمته

لم يترك الحال فوضى سعيها شعب

وإنما الله بالإسلام نظمه

شريعة همها الإصلاح لا السلب

فطوفت في رحاب الأرض حاملة

إلى البرية منهاجا بما يجب

تاريخهم من رسول الله مبدؤه

وما عداه فزيف كله كذب

فقد أطل على الدنيا ببعثته

وليس فيها لأمر صالح سبب

فوحد الله بالإسلام فرقتهم

على يديه وفي توحيدها العجب

وإذ بتلك البطولات التي جنحو

بها إلى الشر نحو الخير تنقلب

فلا ترى صفحة بالعدل مشرقة

إلا وجدت بأيديهم لها كتبوا

ولا روت كتب التاريخ مكرمة

إلا وفيها بسهم الفوز قد ضربوا

مكارم سيظل الدهر يذكره

بالفخر ما شيد في بيدائنا طنب

سل عابد النار هل أغنت عبادته

عن عرشه حين جاء الجحفل اللجب

وهل حتى تاجه الإيوان حين أتى

سعد ومن خلف سعد قادة نجب

كتائب بتعاليم الهدى انطلقت

لنشرها حيث ساد الشك والريب

فما دعوا لولاة الفرس ذاكرة

عن المجوسية الرعناء إذ وثبوا

والشام حيث غزوها فر قيصره

وفر من خلفه الرومان والعرب

وحينما نزل الإسلام ساحتهم

لاذت دمشق به واستسلمت حلب

أتوا إلى القدس باسم الله فانتصرو

ولو أتوا باسم قحطان لما غلبوا

حقائق لذوي الألباب أذكره

كما توالت بذكراها لنا الحقب

أتى الكنانة عمرو وهي كافرة

وللطواغيت في أرجائها نصب

فراح يدعو لدين الله متبع

نهج الرسول وفي منهاجه الأرب

فآمنت مصر بالإسلام وانتظمت

في عقده وتبنت كل مايجب

وبعد مصر مضى ركب الهدى قدم

بكل ندب إلى العلياء ينتدب

مضوا من النيل غربا يحملون إلى

تلك البقاع ضياء دونه الشهب

فبارك الله مسعاهم ومكنهم

من كل طاغية للظلم يرتكب

فحكموا العدل فيهم حينما حكمو

والناس لا شكل نحو العدل تنجذب

ومقتضى الدين إعلاء لمبدئه

فكان من أمرهم ما كان وانتدبوا

منهم رجالا أقاموا صرح مملكة

يشدو بأمجادها التاريخ والأدب

حتى تذكر ناسيهم أبا لهب

عروبة فأضاعوا الملك وانسحبوا

فليت طارق لم يبرح حليلته

وليت من معه في الفلك ما ركبوا

ولا غزوا في سبيل الله أندلس

ولا فدوا حين عز المال والطلب

وليت صقر قريش ظل مختبئ

يلهو به الهم أو يلهو به الطرب

فلو أعيدت لهم أرواحهم ورأو

ماتوا من الغم مما يفعل العقب

لعل من قرأ التاريخ يخبرن

ففي مقالة أم لابنها عجب

رأته يبكي فقالت إبك مملكة

أضعتها وعليها اليوم تنتحب

يا شعر قف بي أقارن جاهليتهم

قبل الهدى ثم ماذا بالهدى كسبوا

وجاهلية أقوام تعيش على

سبعين نهجا وللإسلام تنتسب

كان الألى رغم ما في الجهل من نكد

لا يصبرون على ضيم إذا سلبوا

وقادة اليوم لا شيء يحركهم

حتى ولو مرغوا في الوحل واختضبوا

موزعون بأمريكا لها عرب

من العبيد وروسيا لها عرب

منافقون ولكن من سيردعهم

وأكثر القوم من صهبائه شربوا

بالأمس سيقت إلى الإعدام أندلس

قسرا ونفذ فيها الحكم مغتصب

واليوم يذبح أهل العجل قدسكم

ويستبيحون ما شاءوا متى رغبوا

ولو يهب أبو جهل لنجدتكم

ألا ترون أبا جهل هو السبب

يا شعر قف بع أن طوفت بي حقب

فق حيث أنت فقد أضناني التعب

وما وجدت بغير الدين معركة

للعرب فيها على أعدائها الغلب

إن العروبة بالإسلام عزته

فإن تولت فلا عز ولا عرب

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.