أبيات

ألم المسيح ردائي

 
أفنيت عمرا ً مثقلا بشقائي  
  قدر تعلق مبحراً بفضائي!
:
أمضي و تطويني الدروب كأنني
  طيف تبدد  في عباب الماء ِ
:
    
وأرى الأعاديَ في مسالك حيرتي
  متربصين بفرحتي و بلائي  
:
في كل زاوية تفجر حقدهم
  وكأنهم قد سرهم إعيائي!
:
و الحزن يصرخ  في مجامع أضلعي
  صخب  يردده صدى الأنواء ِ
:
فتخطفتني بالمرارة حســرة ٌ
  حممٌ تمزق بالأسى أشلائي
:
لملمت فيها ما لقيت من الأسى
  وجعلت أجمع غربتي  ورجائي
:
فصنعت من جور الزمان قلادتي
ونسجت من ألم المسيح ردائي
:
أتوسد الأحزان في غسق النوى
و الليل يشهد علتي و دعائي
:
كم من طبيب جس نبض جوارحي
  لم يعرف الجرح الذي هو دائي
:
أثنت عليه من الخليقة أمة
  لكنما أعيا الطبيب دوائي
:
و بقيت أبحث عن سلام علني
  أجد اليسير يكون بعض عزائي
:
فيئست من ذاك القليل يكون لي
  قبسا يبدد شقوتي و عنائي
:
ودنوت من أفق اليقين مناجيا
  و سألته هلا حملت رجائي
:
لمدبر الأقدار من في  علمه
  السر في موتي و في إحيائي
:
أبصرت من  نور اليقين حقيقتي
ووجدت في ربي عظيم  فنائي
:
أسلمت أمري للذي هو واحدٌ
  وقد ارتضيت بقسمتي و قضائي

Exit mobile version