معنى بأشجان التباعد قد خصا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

معنى بأشجان التباعد قد خصا

كأن جوى الأوصاب يوما به أوصى

يزيد على بعد الديار لكم حرصا

محب براه الشوق بالمغرب الأقصى

يناديكم ريشوا جناحي فقد قصا

لقد كان في عز مكين ورفعة

بقرب مزار الدار في ظل جنة

فلما رماه البين عن قوس محنة

سقته الليالي كأس ذل ومهنة

فأصبح لا قبض لديه ولا قبصا

ذليل ولكن ما له منك ناصر

لعهد زمان الأنس والوصل ذاكر

إليك مع الأحيان في الحب ناظر

جليدٌ على حكم الملمات صابر

له أنةٌ ترقى ولست ترى شخصا

يناديكم صب يحاول أوبة

وكم رام أن يسلو فيقصر هيبة

مضى العمر عنه وهو لم ينو توبة

يزيد بنقص العمر ضعفا وشيبة

وتلك زيادات تكسبه نقصا

أسير النوى صب أصاخك سمعه

لعلك بالألطاف تجبر صدعه

فقد فرقت أيدي التباعد جمعه

وقد قص بلواه وأهمل دمعه

فهل عطفة منكم فيقبَلُ ماقصا

كمون غرامي ليس تخفى كنوزُه

ورقم الهوى ما إن تحولُ طروزُه

وكم ذل في حكم الغرام عزيزه

وكم لوحت بالوجد فيك رموزه

فلما تناهى الشوق بينت النصا

متى يردُ الظمآن في الرى نهلة

فيشفى أواماً قد براه وعلة

فقد أعلن الشكوى وقد ذاب خجلة

وقد لاذ بالباب افتقاراً وذلة

فكيف له في شرعة الحب أن يقصى

لعل المنى يوماً تجود بمنحةٍ

على مغرم يرجوك في كل لمحةٍ

يطارح ورق الأيك في كل مسرحة

فإن هب من روض الرضا عرف نفحة

تمايل فاهتزت معاطفه رقصا

أجيروا فتى ما زال يوفى بعهده

وأحيوا عليلا سامه فرط بعده

وماذا عليكم أن يدان برفده

ستقطع بيد الحب أينق وجده

ويعمل في مرضاتك الوخد والنصا

سقامى ودمعى بالذي بي مبرّح

ونار زناد الشوق في القلب تقدح

وهل نافع في الحب أني ملوح

وبى من غرامي فيك وجد مصرح

وأشواق قلبي لا تُعَدُ ولا تحصى

إذا غنت الأطيار سجعا على فنَن

ذكرت الذي أوليتموني من المنن

فيا غاية المشتاق في السر والعلن

لعلك تحيى دراسات رسوم مَن

بريقة هجران الأحبة قد غصا

لقد ألبستني فجعة البين روعةً

ولكنني قد زدت وجدا ولوعةً

متى يملك المشتاق في الحب رجعة

فيمنح بالتقريب أنساً ورفعة

ويصبح من بعد التباعد مختصا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.