تولت فما من مطمع في لقائها

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

تولت فما من مطمع في لقائها

أمني به الباكين يوم أنتوائها

وقد قدمت ماسرها من صنيعها

وقد أخرت ماسرني من ثنائها

فمن صان أنثى خوف عار فهذه

من العار صانت حوتي أوليائها

فيا قبرها لا فارقتك غمامة

تبل ثرى ذاك الضريح بمائها

فما كنت نعم الصهر في حق مثلها

ولا كنت بعلا صالحاً لاجتلائها

ولو كان من بالبيت بشر يرتجى

ولادة أنثى مثلها في إبائها

لما ظل مسود المحيا كظيمه

ولا دسها من غيرة في ثرائها

بنفسي من لم تبق للبعل حجة

ولا لأب في دينها وحيائها

ومن كلما فكرت فيها وغيرها

بدا بينها فرق وبين سوائها

فما سودت وجها ولا فضحت اخا

بإقبالها من شارع في ردائها

ولا برزت من خدرها لتنزه

ولا راودت جاراتها من خبائها

ولا امتدت الأيدي إليها مشيرة

ولا قيل هذي زينب في نسائها

ولو لم أنوه باسمها بعد موتها

لكان خفياً مثله في بقائها

لقد كنت أخفى في الحجاب من السها

على مقلة والشمس حال استوائها

وارضيتني صونا فياقبر ما الذي

ترى زدتني في صونها وخفائها

فما رمت إلا أن تصدع مهجة

شكت داءها حتى شكت من دوائها

تقطعه عمرا بعيش منكد

تحكم فيه مسرف في ابتلائها

فما هذه يانفس دار إقامة

مقامك في أخرى خذي في بنائها

فقد سبقتنا هذه فرطا لنا

ونحن غدا أو بعده من ورائها

كساك الردى بعد الثياب من الثرى

ملابس لا تنضي بغير بلائها

وخلفت أطفالا كزعب من القطا

تدافعهم بالكره أيدى امائها

لقد ضاع طفل غاب عن عين أمه

وان خلفتها غيرها في اعتنائها

فذاك رباء لا يرى الأب غيره

ولا يطمعن في طول عمر ربائها

وما الموت الا مورد قد تزاحمت

على حوضه الآجال في غلوائها

فواردة تروى ولاحقة بها

تعوقها من قبلها باستقائها

إِلى كم يمنى بالبقا المرؤ نفسه

أما يستحى ذو شيبة من غوائها

وما الشيب إلا منذر قد نعى الفتى

إلى نفسه لو أبصرت من عمائها

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.