يا طيب ما يهدى قبيل الفجر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

يا طيب ما يهدى قبيل الفجر

عن الأزاهير الصبا من نشر

وما حكته الريح في اقداحها

من رقة الماء ولون الخمر

كأنها ياقوتة محلولة

أو من عقيق ذاب أو من تبر

تمشى بأعضاء الفتى ولبه

كما مشت عافية في ضر

تشرب عقل المرء قبل شربها

يكاد يدرى أو أن يدري

في مجلس بدت سماء نده

على ندامي كالنجوم الزهر

كأنما ريحانه زمرد

أو زهره نثر عقود در

كأنما نحورها غمامة

وفيه ماء الورد صوب القطر

في ليلة كأنما سعودها

مسروقة من غفلات الدهر

قد نمنمت نجومها سماءها

وطرزتها بحسين البدر

كإنما نجومها لما بدت

در طفا في صفحات نحر

أو روضة مخضرة أرجاؤها

تضاحكت فيها ثغور الزهر

حتى إذا لاحت تباشر الضيا

وافتر في المشرق ثغر الفجر

وزر قرن الشمس أو كادت ترى

البسها الغيم صفات الخمر

أما ترى طيب نسيم يومنا

أسركنا وما بنا من سكر

كأن نور الدين أبدى وجهه

قائلة لما بدا ببشر

الأبلج الطلق الجبين من له

خلائق تفضح نشر العطر

لو مازج البحر الاجاج بعضها

لصار عذبا طعم ماء البحر

طلق العنان لا يجاري في السخا

قد ملك الشكر زمام الوفر

مابابه بمريح عن مريح

وليس دون نهره من نهر

والعين والأذن به قد ملئا

من حسن المرآ وطيب الذكر

أفدى الوزير ابن الوزير من له

فضائل تفوق عد القطر

حلم مسن في شباب مقبل

وهيبة ممزوجة ببشر

فقد حوى مازان من شبابه

أبهة الشيب وعظم القدر

وعز رأى ليس يخطى أن رمى

شكاله النجح وقصد الأمر

يقيس ما يخفي بما أظهرته

بفطنة تشرق سر الصدر

كأنما عند الغيوب حجبت

في جوهر أوفي رقيق ستر

كأنما ذكاؤه وحسنه

عين وأذن خلقا للسر

يرقى الحزون كالسهول عزمه

ويقطع البحر كقطع البر

وكلما لاحت له مكرمة

باعت عليه نفسها فيشرى

ذو منطق الفاظه مذيبة

مطفئة للصخر بل للجمر

فسجعها ونثرها ونفثها

كالماء أو كالدر أو كالسحر

أفديه لم أنظر إلى فضيلة

إلا ومنها فيه حار فكري

ولا سمعت عن كريم منة

إلا ومنه ضعفها في حجر

كم زف نحوى جوده عروسه

ليس سوى الشكر لها من مهر

وقلدتني كفه صنيعة

صيرتها عقداً لنحر الدهر

وأقبلت نحوى سحاب جوده

ورفرفت حولي جناح البر

ومن يدى شكر ما من به

بأعظم ما أعطى وضعف الشكر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.