خذ الملك يا يحيى إليك بقوة

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

خذ الملك يا يحيى إليك بقوة

من الله واستكمل به كل نعمة

فملكك من يلحظ معانيه لم يجد

سوى دفع مكروه وتفريج كربة

وعدت فجاء الخير مقترنا بما

تواعد من عدل ومن حسن سيرة

فصدق بالميعاد كل مكذب

وقرت نفوس نحوه وأطمأنت

فكم من سيول مذ ملكت وانعم

توالت وكم من رحمة بعد رحمة

وهذا على العدل الذي قد نويته

دليل وعنوان لحسن الطوية

وبالعدل يزداد الخراج تضاعفا

ويكثر لكن كثرة بعد قلة

وقد وعدوا بالعدل لكن بوعدهم

أرادوا ازدياد المال من غير مهلة

فزاد بهذا جورهم وتناقصت

عليهم به الأموال حتى اضمحلت

وكانوا كغمر رام تكثير ربحه

فباع رؤس المال بيع الغبينة

وأصبح يبغي الربح من غير ملكه

فسمى غشوما ظالما في القضية

وخيف ففر الناس عنه بما لهم

وفاتته أموال بفوت الرعية

ولو أمهلوا الوعد الذي وعدوا به

لضاعف أموالا بأقرب مدة

ومن لم يدبر ملكه حسن رأيه

ولم يدفع السوء بحسن الطريقة

رأى ضدّ ما يرجوه من حيث يرتجى

وأصبح من أعداه أهل المودة

وإنا لنرجوا منك دولة ماجد

بها الخير يمحو الشر من كل دعوة

ونبدأ بالإِسلام فالأصل ديننا

فتحيي لخير الأبيا خير سنة

وتنصره تنصر وتوهي عدوه

وتمحقه محق الربا بالنسيئة

وتستقبل الدنيا بعدل وسيرة

تعيد لها حسن الروى والروية

فإنك يا يحيى لها ولديننا

حياة رضى تحيى بها كل ميت

فمن ينصر الرحمن ينصره هكذا

أتانا به القرآن في خير آية

فما كان في الدنيا وليس بكائن

مليك كيحيى في السخا والفتوة

فقل لملوك الأرض خلوا عن الثنا

ليحيى فقد خلاكم للمذمة

أفيكم كيحيى من إذا جاد والحيا

يجود استحت سحب السما واستهلت

ومن يستقل البحر ورداً لشارب

ويستصغر الدنيا مناخا لرحلة

ومن تبهر الراجي عطاياه كثرة

فيرتاع جبنا عند أخذ العطية

فأيامه الحسنى تواريخ في الورى

تعجب منها أمة بعد أمّة

هو الطاهر بن الأشرف الملك الذي

نمته الملوك الغر من آل جفنة

ملوك تربى الدهر في حصن ملكهم

فهم هو محصون ملوك البسيطة

ألهي فيحيى آية منك في السخا

وصورته في الخلق أحسن صورة

وأعطيته من جود فضلك فضله

فجاد بجود غير جود الخليفة

فلو أدركت أيام جودك حاتما

طمست اسمه طمس الدجا بالظهيرة

من الآن صار الملك لابن ورا أب

ولم يبق فيه مطمع للأخوة

وقد كنت في حال الطفولة ربه

ولكن لم تحمّله سن الطفولة

فناب أخ فيها أخا مد يده

ولكنها امتدت وطالت لحكمة

ليطلعك الباري على كل ما خفى

على من تولى الملك من غير محنة

فشاهدت أحوال الرعايا وما الذي

يقاسون من عسف وضر وشدة

لتكشف ضرا يوم تملك أمرهم

وأنت على علم به وبصيرة

وكان لكم في ذا وفيما لقيته

بيوسف الصديق أحسن اسوه

فقم ناهضا بالملك فالله آخذ

بضبعك حتى ترتقي كل ذروة

ومن كان للباري تعالى عناية

به يعتصم من كل شر وفتنة

وينسخ بنور العدل منه على الورى

غوائل غطى ظلمها كل ظلمة

بقيت بقاء الدهر نور عينه

فإنّ بقا يحيى بقاء الرعية

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.