بنى السيف علياه وشيدها الندى

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

بنى السيف علياه وشيدها الندى

فلم يلق فيها مدخل يطمع العدا

وفي السيف ما يغني ولكن بالندى

أحب بأن يثنى عليه ويحمدا

رأى أنه لا ملك إلا لماجد

تكرم وابتاع الثناء المخلدا

فأحسن حتى لم يدع عين ناظر

ترى حسنا إلا محياه إن بدا

سلكت إلى جذب القلوب طريقة

بلطف صنيع قل من يحوه اهتدا

ولم يرض لمكا فيه بالعسف أصبحت

رعيته تشكو كما يشتكى العدى

فأقبلت بالإِحسان والمنِّ فيهم

تجدده في كل يوم تجددا

وقد ملئت منك القولب محبة

وأنت إليها لا تمل التوددا

وأرضيت رب العالمين بطاعة

اطعت بها رب الورى متفردا

وتلك يد العدل التي إن قبضتها

فما ثم إنسان يمد بها يدا

وكشفك كربا ماورا الله كاشف

سواك له عنا ولا سامع ندا

لكم حسنات لا شريك لكم بها

تعمون فيها الخلق من راح أو غدا

هنيئاً لكم فزتم بمالم يفز به

سواكم وقد مكنتم فاغنموا اليدا

فللعدل وجه يعجب الناس حسنه

ويشتاقه الاقصى ويدنى المبعدا

فيا أيها المنصور يا نجل أحمد

وياضيغما تحت السرادق ملبدا

ويا أيها البحر الذي ظل جوده

بأمواجه فوق الأسرة مزبدا

لقد شاع بين الناس بالأمس أنكم

سمعتم وقد شد المشد وشددا

فقلتم عليك الرفق فالرفق لم يكن

مع الشيء إلا زان منه وسددا

وكان مشد فيه رفق وقد أتي

على ما بكم لا حيف فيه ولا اعتدا

فخفف وامتدت هنالك بالدعا

أيادي البرايا شاكرين لها اليدا

كبدتم أعاديكم وغظتم حسودكم

بما يوجب الحسنى وما يدفع الردا

يسر الأعادي أن يذم عدوهم

وأنتم بمدح الخلق قد غظتم العدا

إذا اختلف الأعداء عنكم ملامة

لتنشر محبتها المسامع موردا

وعضوا عليها نادمين أكفهم

وأصبح راويها ملاما مفندا

علمت بأن الرفق زين فرمته

وأن الجفا شين فابعدته مدا

وهل يستوى في الفضل مال مبارك

تأتي بما يرضى من الرفق والهدى

فعوق عنه الحادثات مثيرها

ونماه حتى عاد أضعاف ما بدا

ومال كثير جاء من غير وجهه

بحيف وظلم شب ناراً فأوقدا

وجاء لفيفا يملاء الأرض كثرة

ومن خلفه الأحداث مثنى وموحدا

فما برحت ترميه والمال وافر

وتصدع منه الشمل حتى تبددا

وأصبح لا الأحداث أبقين ماله

ولا الحيف أبقى في رعيته جدا

فدتك ملوك طالب الخير منهم

يحث بهم صخرا ويعصر جلمدا

فما أنت إلا رحمة الله فوقنا

فحق علينا حمده يا ابن أحمدا

وما ملك عبدالله إلا مواهب

تفاجى البرايا باديات وعودا

لقد وعدت عنك البرايا ظنونهم

بخير وقد انجزت للظن موعدا

رجوا أن يعدوا في مناقب فضلكم

عديد جميع النخل فيما تعددا

وعدلك يأبى الاختصاص بغبطة

وغبطة من ترعاه متروكة سدا

فكن حيث ما ظنوا وفوق الذي رجوا

فكل امريء يمشي على ما تعودا

ودع كل رأى غير رأيك وحده

فما أنت عند المكرمات مقلدا

وصل رحم الحسنى فاصلك أصلها

إذا عقها من لا تدانيه مولدا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.