شممت نسيما من وصالك لوهبا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

شممت نسيما من وصالك لوهبا

على ميت أحياه أو هرم شبا

جرى فجرت في الجسم منى حياته

ورد إلى ما كان في صدري القلبا

وقصر ليلا طول البعد عمره

علي لأني ما وضعت له جنبا

فياعين أما الان فأملي من الكرى

جفونا فقد أعفيت من رعيك الشهبا

ويا دمع يكفيني ويكفيك ما جرى

فما كنت إلا وابلا والمقا سحبا

لعل الليالي أعتبتني رحمة

لما نالني منها وما أحسن العتبا

وللبين عندي في إساءته يد

غفرت له عند التلاقي بها الذنبا

وذلك إن القرب منه قد اكتسى

محاسن ماكنا بها نعرف القربا

فما ذاق طعم الوصل من لم يذق نوى

ولا ارتاح بالتنفيس من لم يذق كربا

يهددني الواشي بهجر أحبتي

فقلت إذا زادوا جفا زدتهم حبا

ولو قطعوني في الهوى كنت راضيا

أذا قطعوا إربا مددت لهم إربا

وبالكره مني يوم سارت ركابهم

وعوقني ما عاق أن اتبع الركبا

وقفت كأني تايه في مفازة

إذا عطش استفتى عن المورد الضبا

إذا ما شوى حر الهوى حر وجهه

تذكر ذاك الظل والمورد العذبا

ألستم حياتي والحياة فراقها

بعلمكم يجرى إذا جرى غصبا

ألام لبعدي عنكم لوم من جنا

على نفسه لا لوم من ركب الذنبا

فيا أيها الواشي إذا شئت فاقتصد

فقد يتمنى السلم من أوقد الحربا

ولا تغل في حب وبغض فربما

يحبك من تشنا ويشناك من حبا

ومن يرى احوالا وينسى تحولا

رأى كل سهل من حوادثها صعبا

وما صغر الأشياء في عين أحمد

وقد عظمت الا التفكر في العقبا

مليك كساه طبعه الحلم والحجا

وكاسبهما بالكسب لا يأمن السلبا

تنازله الاحداث والثغر باسم

فتحسبه يزداد إن نازلت عجبا

وتطرقه البشرى فلا يرعوى بها

وافراحها قد هزت الشرق والغربا

وما الحلم إلا من يرى السخط والرضا

فيغضي كريما لا يبالي ولا يعبا

وإن ابن إسمعيل للملك الذي

أخاف ملوك العالم العجم والعربا

وأمنّ من في الأرض فالشاة في الفلا

لهيبته عن أكلها تنطح الذئبا

إذا خفقت للناصر الملك راية

خفقن قلوب المارقين لها رعبا

وإن هم خلت الأرض عرض قطيفة

فلا بعد في الدنيا عليه ولا قربا

رأينا سجايا لو سمعنا بمثلها

قديما لكذبنا التواريخ والكتبا

تطل تفديه المعالي إذا سطى

وتنفض يوم الروع عن درعه التربا

وتسمو به حتى تطالع من عل

لسفل إذا همت بأن تنظر الشهبا

فقل لملوك الصين كيدوا بغيرها

وأضعف بكيد كاد عبد به الربا

بنوها حصونا بل قرى ومساكنا

من السفن يجريها من الريح ما هبا

مدائن مسقوف على السور جوها

بسور حمى ما فوقها وحمى الجنبا

يسمونها زنكا ومعناه أنها

على البحر لا تخشى من البحر ان عبا

تر اللوح منها سمكه مثل عرضه

ذراعا يشج الشعب إن صدم الشعبا

على كل دسر بين لوحين ثالث

يشد مبانيها ويرا بها رابا

طلين بصيني بلاط يصونها

من الما فما شئ يكون بها رطبا

ممنعة لا تختشي في حصارها

على البحر رمي المنجنيق ولا النقبا

إذا انثرت فيها المجانيق صخرها

تخلها أكفا فوقها ينثر الحبا

أتوك وقد غرتهم بامتناعها

وكثرة ما ضمته من عسكر لجبا

ثمانين زنكا حزبها كل مارد

وحزبك رب العرش أكرم به حزبا

فأرسلت فيها من سعودك فيلقا

فمزقها شرقا ومزقها غربا

مكائد اعوام هدمت بناءها

بيوم وقلت أستأنفوا النجر والنجبا

وفي عدن قامت عليهم قيامة

وقد ركبوا في قصدها الركب الصعبا

وظنوا بجهل كل بيضاء شحمة

وقد أضمروا في أهلها القتل والنهبا

فابدت لهم ما لم يكن في حسابهم

مصائب صبتها الظبا فوقهم الصبا

وثارت كمثل الأسد فيهم كتائب

بسمر القنا طعنا وبيض الظبا ضربا

وعاث الحديد الهندواني فيهم

فأفني الكلا أكلا وأفنى الدما شربا

فظنوا دخان النفط يجدي عليهم

وقد أرسلوا تلك المدافع والقضبا

وهيهات نار السيف أسرع في الطلا

من النفظ في أكل العمائم والأقبا

فافنيتهم أسراً وقتلا وما نجا

سوى ذى يد شلت وذى مارن جبا

ولما رأو من بعض سعدك ما رأوا

ملوا قلب ملك الصين من خوفهم رعبا

فأيقن بعد الشك بالشر والفنا

وصدق قولا كان في ظنه كذبا

وأصبح يستبري المسالك خيفة

بجيشك أن يغشى ويستخبر الركبا

ولو جاءه داع بطرس مزور

لقاسمه فيها الخراج الذي يجبا

فلازلت تحبى كل يوم بنعمة

من الله لا ملك سواك بها يحبا

وشكرك يستدعى المزيد وفضله

وشكرك من نادى بصاحبه لبا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.