سلو عن فؤادي بعدكم كيف حاله

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

سَلُو عَنْ فُؤَادِي بَعْدَكُمْ كَيْفَ حَالُهُ

وَقَدْ قُوِّضَتْ عِنْدَ الصَّبَاحِ رِحَالُهُ

وَلاَ تَحْسَبُوا أَنِّي سَلَوْتُ عَلَى النَّوى

فَسُلْوَانُ قَلْبِي فِي هَوَاكُمْ مُحالُهُ

وَمَا حَالُ مَنْ شَطَّتْ بِغَرْبٍ دِيَارُهُ

وَفِي الشَّرْقِ أَهْلُوهُ وَثَمَّ حِلاَلُهُ

وَلَكِنَّنِي وَطَّنْتُ نَفْسِي وَإِنَّهَا

سَجِيَّةُ مَنْ طَابَتْ وَجَلَّتْ خِلاَلُهُ

وَعَلَّلْتُ نَفْسِي بِاللِّقَاءِ فَإِنَّنِي

لآمُلُ لُطْفَ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ

وَمَا الْحُرَّ إِلاَّ مَنْ يُعَانِي ضَرُورَةً

فَيَبْدُو عَلَيْهِ صَبْرُهُ وَاحْتِمَالُهُ

سَجِيَّةُ آبَاءٍ كِرَامٍ وَرِثْتُهَا

بِحَقٍّ وَيَبْنِي الْمَجْدَ لِلْمَرْءِ آلُهُ

تَوَارَثْتَ عِزَّ الْمُلْكِ عَنْ كُلِّ مَاجِدٍ

سَمَا فِي الْمَعَالِي بَأَسُهُ وَنَوَالُهُ

صَهِيلُ الْجِيَادِ الصَّافِنَاتِ غِنَاؤُهُ

وَتَحْتَ الْبُنُودِ الْخَافِقَاتِ ظِلاَلُهُ

سَلِ الدَّهْرَ عَنْ أَبْنَاءِ نَصْرِ وَإِنْ تَشَأ

فَسَلْ عَنْهُمُ الدِّينَ الَّذِي هُمْ رِجَالُهُ

عَسَى جَبَلُ الْفَتْحِ الِّذِي بِجَوارِهِ

حَلَلْتُ بِقُرْبِ الْفَتْحِ يَصْدُقُ فَالُهُ

نُسَائِلُ أَنْفَاسَ النَّسِيمِ إِذَا سَرَى

عَسَى خَبَرٌ عَنْكُم تُؤَدّي شمالُهُ

وَنَرْجُوا مَزَارَ الطَّيْفِ فِي سِنَةِ الْكَرَى

وَمَنْ لِي بِنَوْمٍ فِيهِ يَسْري خَيَالُهُ

بِنَفْسِي غَزَالٌ قَدْ غَزَتْنِي لِحَاظُهُ

وَتَيَّمَ قَلْبِي حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ

هُوَ الْبَدْرُ وَالْجَوْزَاءُ قُرْطٌ مُعَسْجَدٌ

وَجُنْحُ اللَّيَالِي فَرْعُهُ وَدَلاَلُهُ

تُقَرِّبُهُ الأَوْهَامُ مِنِّي وَإِنْ نَأتْ

مَنَازِلُهُ عَنِّي وَعَزَّ مَنَالُهُ

وَأَسْألُ عَنْ أَخْبَارِهِ كُلَّ وَارِدٍ

فَيَالَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ عَنِّي سُؤَالُهُ

أَلاَ فِي سَبِيلِ اللهِ قَلْبٌ مُقَلَّبٌ

عَلَى الْبُعْدِ لاَ يَخْلُو مِنَ الْوَجْدِ بَالُهُ

وَبِالْجَانِبِ الشّرْقِيِّ سِرْبٌ مِنَ الدّمَى

بِغَيْرِ الْكَرَى مَا إِنْ يُصَادُ غَزَالُهُ

تَقَنَّصْتُ مَنْهُ ظَبْيَةَ الأُنْسِ فَانْثَنَتْ

رَهِينَةَ حُبً أَوْثَقَتْهَا حِبَالُهُ

أَفَاتِكَةَ اللَّحْظِ الَّذِي بِجَوَانِحِي

عَلَى غِرَّةٍ مِنْهَا اسْتَقَرَّتْ نِبَالُهُ

يُطِيعُ الْوَرَى مُلْكِي امْتِثَالاً لأَِمْرِهِ

وَأَمْرُكِ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ امْتِثَالُهُ

لَئِنْ غِبْتِ عَنْ عَيْنِي فَشَخْصُكِ حَاضِرٌ

يُلاَزِمُ فِكْرِي شَكْلُهُ وَمِثَالُهُ

وَإِنْ نَقَّلتْ عَنْكِ اللَّيَالِي رَكَائِبِي

فُؤَادِيَ شَيْءٌ لَيْسَ يَخْفَى انْتِقَالُهُ

إِذَا مَا حَدَتْ رِيحُ الزَّفِيرِ مَدَامِعَي

تَسِحُّ فَتُرْوَى مَنْ دُمُوعِي رِمَالُهُ

وَتَاللهِ مَا اعْتَلَّ الأَصِيلُ وَإِنَّمَا

تَعَلَّمَ مِنْ شَجْوِي فَبانَ اعْتِلاَلُهُ

تَذَكَّرْتُ لَيْلاً بِالْحَبِيبِ قَطَعْتُهُ

وَشَمْلِي عَلَى كُلِّ الأَمَانِي اشْتِمَالُهُ

تَحَيَّرَ فِيهِ الْفَجْرُ أَيْنَ طَرِيقُهُ

وَفَوْقَ ذِرَاعِي بَدْرُهُ وَهِلاَلُهُ

وَعاطَيْتُهُ مِنْ خَمْرِه وَرُضَابِهِ

شَرَاباً بِهِ مِنْهُ عَلَيْهِ انْتِقَالُهُ

وَعَانَقْتُ مِنْهُ الْغُصْنَ مَالَتْ يَدُ الصَّبَا

بِهِ فَسَبَانِي لِينُهُ وَاعْتِدَالُهُ

تُرَى هَلْ يَعُودُ الشَّمْلُ كَيْفَ عَهِدْتُهُ

وَيَبْلُغُ قَلْبِي مَا اشْتَهَى وَيَنَالُهُ

سَقَى اللهُ مِنْ غَرْنَاطَةٍ مُتَبَوَّأً

غَمَاماً يُرَوِّي سَاحَتَيْهَا سِجَالُهُ

وَرَبْعاً بِحَمْرَاءِ الْمَديِنَةِ آهِلاً

أُمِيطَتْ عَلَى بَدْرِ السَّمَاءِ حِجَالُهُ

وَغَاباً بِهِ لِلْمُلْكِ أَشْبَالُ ضَيْغَمٍ

يَرُوعُ الأَعَادِي بَأَسُهُ وَصِيَالُهُ

لَقَدْ هَاجَنِي شَوْقٌ إِلَيْهَا مُبَرَحٌ

إِذَا شِمْتُ بَرْقَ الشَّرْقِ شَبَّ ذُبَالُهُ

فكَمْ لِي عَلَى الْوادِي بِهَا مِنْ عَشِيَّةٍ

يَقِلُّ لَهَا ذِكْرُ الْفَتَى وَمَقَالُهُ

عَسَى اللهُ يُدْنِي سَاعَةَ الْفَرَجِ الَّتِي

بِهَا يَتَسَرَّى عَنْ فُؤَادِي خَبَالُهُ

صَرَفْتُ إِلَى اللهِ الرَّجَاءَ ضَرَاعَةً

وَمَا خَابَ يَوْماً مَنْ عَلَيْهِ اتِّكَالُهُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.