أجلت يا بدر في سما الخد

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أجَلْتَ يَا بَدْرُ فِي سَمَا الْخَدْ

كَأسَ مُدَامٍ خِتَامُهَا النَّدْ

وَلَمْ تُبِحْهُ فَمَنْ يَذُقْهُ

يُجْلَدُ حَتْمًا بِلَحْظِكَ الْحَدْ

وصنتَ بِالشَّعْرِ رَوْضَ خَدٍّ

زَرْفَنَهُ الصدغُ بِالزبرجد

وَلاَ امْتِرَا أنْ حَمَى المُحَيَّا

فَرُبَّ كَنْزٍ حَمَاهُ أسْوَدْ

أفْدِيكَ شَمْسًا بِغُصْنِ بَانٍ

أثْمَرَ مِنْ فَوْقِهِ بِفَرْقَدْ

رَنَا غَزَالاً وَصَالَ لَيْثًا

وَلاَحَ بَدْرًا وَمَاسَ أمْلَدْ

كَعْبَةُ حُسْنٍ شَدَا فَخِلْنَا

مِنْهُ عَلَى الحَالَتَيْنِ مَعْبَدْ

اعْتَدَّ بِاللحظ أوْ تَعَدَّى

فَهْوَ بِحَمْلِ الحسَام مُعْتَدْ

لَمْ أنْسَ إذْ زَفَّ بِكْرَ خَمْرٍ

لِخَيْرِ بَعْلٍ بِخَيْرِ مَشْهَدْ

صَاغَ لَهَا بِالْمِزَاجِ تَاجًا

ثُمَّ لَهَا بِالْحَبَابِ قَلَّدْ

شَمْسٌ جَلَتْ وَجْهَهَا فَصِرْنَا

لِرُكْنِهَا رُكَّعًا وَسُجَّدْ

تَغْرُبُ فِي الثَّغْرِ ثُمَّ يَبْدُو

لَهَا شُعَاعٌ عَلَى سَمَا الْخَدْ

سَوْرَتُهَا بِالْمِزَاجِ تَقْوَى

أمَا تَرَى وَجْهَهَا قَدَ ازْبَدْ

حَبَابُهَا فِي الكُؤُوسِ يَرْمِي

بِشُهْبِهِ الهَمَّ إنْ تَمَرَّدْ

لَوْ خَالَ كِسْرَى سَنَا هُدَاهَا

مَا كَانَ للِنَّارِ قَدْ تَعَبَّدْ

وَلَوْ جَلاَ أكْمَهٌ سنَاهَا

أبْصَرَ فِي الْحَالِ مَا تَقَصَّدْ

وَلَوْ عَلَى مُقْعَدٍ أدِيرَتْ

لَقَامَ يَسْعَى وَمَا تَقَعَّدْ

يَسْعَى بِهَا كَوْكَبٌ سنَاهُ

يَكَادُ يُخْفِي الظَّلاَمَ أوْ قَدْ

يَمُجُّ إبْرِيقُهُ سُلاَفاً

كَكَوْكبٍ نُورُهُ تَوَقَّدْ

فِي رَوْضَةٍ بَانُهَا تَثَنَّى

لَمَّا شَداَ طَيْرُهَا وَغَرَّدْ

يَنْسَابُ فِيهَا الخَلِيجُ ذُعْراً

إنْ أبْرَقَ الغيمُ ثُمَّ أرْعَدْ

مُنْعَطِفٌ كَالْهِلاَلِ طوراً

وَتَارَةً كَالْحَسامِ مُمْتَدْ

بِلْقَيْسُ وَرْقَائِهَا تَهَادَتْ

لَمَّا رَأتْ صَرْحَهَا الْمُمَرَّدْ

فِي خَدّ نُعْمَانِهَا اتِّقَادٌ

عَلَيْهِ مَاء السَّمَا تَبَدَّدْ

وَهَبَّ مِنْ حِجْرِهَا نَسِيمٌ

يَرْفُلُ فِي ذَيْلِهِ الْمُجَعَّدْ

وَنَبَّهَ الزَّهْرَ مِنْ نُعَاسٍ

أرْغَمَ أنْفَ الْعَبِيرِ فَامْتَدْ

وَهَزَّ عِطْفَ الْقَضِيبِ لَمَّا

نَقَّطَ خَدَّ الشَّقِيق بِالنَّدْ

وَصَافَحَ الْوَرْدُ خَدَّهُ إذْ

شَمَّرَ أكْمَامَهُ عَنِ الْيَدْ

يَا شَمْسَ أفْقِ الجَمَالِ مَنْ قَدْ

قَدَّ المُعَنَّى بِأسْمَرِ الْقَدْ

وَسَلَّ بَيْنَ الْجُفُونِ سَيْفًا

جَاوَزَ فِي الْحَدّ غَايَةَ الْحَدْ

وَأوْتُرُ الْحَاجِبَين قَوْسًا

بِسَهْمِ ألْحَاظِهِ الْمُسَدّدْ

وَصَاغَ فِي حَلْبَةِ الْمُحَيَّا

بِصَوْلَجِ الصُّدْغِ أكْرَةَ الْخَدْ

وَبَرْقَعَ الشَّمْسَ بِالثريا

فَوْقَ سَمَا خَدِّهِ الْمُوَرَّدْ

وَزَرَّدَ العَارِضَين كيما

أُفْتَنَ بِالْعَارِضِ المُزَوَّدْ

وَألْبَسَ الْخَدَّ مِسْحَ شَعْرٍ

ضَفَّرَهُ حُسْنُهُ وَسَوَّدْ

فَخِلتُ لَيْلاً عَلاَ صَبَاحًا

أبْيَضُ هَذاَ وَذَاكَ أسْوَدْ

أفْدِيهِ آسًا عَلَى شَقِيقٍ

كَخَوْخَةٍ خَطَّ مَتْنَهَا النَّدْ

أوْ ظِلِّ نَبْتٍ عَلَى غدير

أوْ عَنْبَرٍ فِي لَظًى تَوَقَّدْ

أوْ نَثْرِ مِسْكٍ عَلَى نُضَارٍ

أوْ سَبَجٍ لِلْعَقِيقِ نُضّدْ

أوْ لازَوَرْدٍ أذِيبَ كَيْمَا

برسم فِي شَكْلِهِ المُعَسْجَدْ

أوْ شَاطِىءٍ نبتُهُ مُحِيطٌ

بِبَحْرِ نُونٍ شعَاعهُ مَدْ

أوْ كَاتِبِ الْحُسْنِ خَطَّ لاَمًا

فِي صَفَحَاتِ الْبَهَا وَجَوَّدْ

أوْ خطِّ زَاجٍ عَلَى سَوَادٍ

أحَاطَ شَكْلاً سنَاهُ أوْقَدْ

أوْ رَايَةٍ آذَنَتْ بِفَرْحٍ

إذْ قُورِنَتْ بِالْبَيَاضِ فِي الخَدْ

كَأنَّمَا الْخَالُ إذْ تَبَدَّى

بِصَفْحَةِ الْخَدّ إذْ تَوَرَّدْ

نُقْطَةُ حِبْرٍ بلوح تِبْرٍ

أشْرِبَ مِنْهَا الْعِذَارُ فَامْتَدْ

أوْ رِجْلُ نَمْلٍ تَسِيرُ وَهْنًا

لما اغتدى بالبهَا مقيد

أوْ حَبُّ مِسْكٍ عَلَى اللَّظَى أوْ

إنسَانُ عَيْنٍ تراهُ أرْقدْ

أوْ حَبَشِيٌّ حَمَى ريَاضاً

أوْ قُرْصُ لآدٍ بصحن عسجد

أوْ مُوبَذَانُ المجوس يدعُو

لَبْيتِ نيرَانه وَيَجْهَدْ

أوْ رَاهبٌ مِنْ أهَيْلِ حَلمٍ

أصْبَحَ فِي نَارِهِ مُخَلَّدْ

أو حبَّةٌ فَخُّلَها عِذَارٌ

لِصَيْدِ طَيْرِ الْفُؤَادِ يُرْصَدْ

أوْ بُلْبُلٌ فِي الشَّقِيقِ لَوْلاَ

جَارِحُ ألْفَاظِهِ لَغَرَّدْ

أوْ كَوْكَبٌ عَمَّهُ كسُوفٌ

إذْ قَارَنَ الشَّمْسَ فِي سَمَا الخَدْ

بِالرُّوحِ أفْدِي هلاَلَ حسنٍ

صَالَ هِزَبْراً وَصَالَ أغْيَدْ

قَلَّدَهُ طَرْفُهُ اجْتِهَاداً

بِصَارِمٍ للِدِّمَا تَقَلَّدْ

لاَ تُنْكِرُوا إنْ أبَاحَ قَتْلِي

فَهْوَ لَعَمْرِي الرَّشَا الْمُقَلَّدْ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.