إلى متى ذا الجفا وذا الصد

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

إلَى مَتَى ذَا الجَفَا وَذَا الصَّدْ

يَا مَنْ لِمُغْرَى الفُؤَادِ قَدْ صَدّ

أمَا كَفَى مَا جَرَى بِخَدّي

مِنْ مَدْمَعٍ بِالْغَرَامِ أُوقِدْ

صَيَّرْتَ جَفْنِي غَرِيقَ دَمْعٍ

وَالْقَلْب فِي النَّارِ قَدْ تَوَقَّدْ

رُحْمَاكَ رُحْمَاكَ بِي فَإِنِّي

مُتَيَّمٌ هَائِمٌ مُسَهَّدْ

حَمَّلَنِي الهَجْرُ مِنْكَ مَا لَوْ

حُمِّلَه قَاسَيُونُ لاَنْهَدْ

يَا لِلْهَوَى قَدْ أبَاحَ قَتْلِي

ظَبْيٌ لَه نَاظِرٌ تَأسَّدْ

عَبْسِيُّ أجْفَانِهِ المَوَاضِي

لِلتُّرْكِ تُعْزَى فَلِمْ تُهَنَّدْ

ثقَّفَ عِطْفًا وَسَنَّ طَرْفًا

فَصَالَ بِالرُّمْحِ وَالْمُهَنَّدْ

قَلَّدَهُ الطَّرْفُ سَلْبَ رُوحِي

يَا حَبَّذاَ الفَاتِكُ المُقَلَّدْ

غَصَبْتُهُ قُبْلَةً فَنَادَى

عَلَيْكَ فِيمَا فَعَلْتَهُ الْحَدْ

فَقُلْتُ خُذْهَا بِألْفِ ألْفٍ

فِي الثَّغْرِ إنْ شِئْتَ أوْ عَلَى الخَدْ

فَقَالَ مَا بِالقِصَاصِ أقْضِي

فَقُلْت مَالِي بِذَاكَ مِنْ يَدْ

وَإنَّمَا نِلْتُ ذَاكَ غَصْبًا

وَالْحُكْمُ فِي الغَصْبِ عِنْدَنَا الرَّدْ

فَقَالَ هَيْهَاتَ أنْتَ لِصٌّ

وَاللِّصُّ لاَ يَنْتَهِي بِلاَ حَدْ

أوْجَدَ فِي بَاطِنِي لَهِيبًا

وَقَالَ هَزْلاً أوْجَدْتُ أوْجِدْ

فَقُلْتُ حَسْبِي فَقَالَ كَلاَّ

فَقُلْتُ زِدْنِي فَقَالَ إعْتَدْ

يَا لَلرِّجَالِ ارْحَمُوا كَئِيبًا

رَقَّ لَهُ شَامِتٌ وَحُسَّدْ

يَحِنُّ فِي غَوْرِهِ لِنَجْدٍ

صَوَّبَهُ فِي الهَوَى وَصَعَّدْ

وَطَارَ مِنْ شَوْقِهِ إلَى أنْ

أقْعَدَهُ الحُبُّ كُلَّ مَقْعَدْ

مُشَرَّدٌ فِي الهَوَى يُنَادِي

اللَّهَ اللَّهَ فِي المُشَرَّدْ

يُمْسِي وَيُضْحي حَرِيقَ قَلْبٍ

هَامِي سَحابِ الجُفُونِ مُكْمَد

ذَابَ حَشَاهُ فَسَالَ دَمْعًا

أمَا تَرَى لَوْنَهُ مُوَرَّدْ

أنْحَلَهُ سُقْمُهُ إلَى أنْ

أخْفَاهُ عَنْ عُذَّلٍ وَعُوَّدْ

وَقَدْ تَلاَشَى وَذَابَ حَتَّى

لَوْ صُبَّ في المَاءِ مَا تَجَسَّدْ

وَفَارَقَتْهُ الحَيَاةُ لَمَّا

بُدّلَ بَعْدَ الوِصَالِ بِالصَّدْ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.