رضيع الضيا للبين قد طر شاربه

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

رَضيع الضِيَا لِلْبَيْنِ قَدْ طَرَّ شَارِبُهْ

وَكَهْل الدُّجَى مُذْ شَبَّ شابَتْ ذَوَائبُهْ

وَمَا اللَّيْل إلاَّ الدَّهْر أعْيَتْ صروفُه

وَمَا هُوَ إلاَّ صَرْفُه وَعَجَائِبُهْ

لَهُ الوَيْلُ مِنْ لَيْلٍ تَطَاوَلَ إذْ غَدَا

يُجَاذِبُنِي ذِكْرَ الهَوَى وَأجَاذِبُهْ

طَلَبْتُ بِهِ وَصلاً تَقَادَمَ عَهْدُه

وَمَا كُلُّ مَطْلُوبٍ يُنَوَّلُ طَالِبُهْ

عَلَى حِينِ أحَيْاَ مَيِّتُ النَّوْمِ نَاظِرِي

لِزَوْرَةِ طَيْفٍ أشْبَهَ الصدقَ كَاذِبُهْ

وَمَا زَالَ رَبْعُ الصْبرِ زُوراً وَإنَّمَا

لِيَمْرَعَ مَرْعَاهُ وَتَصْفُو مَشَارِبُهْ

وَبِي مُحْسِنٌ قَدْ سَاءَ صَدّاً وَرُبَّمَا

بَدَا الصُّدُ مِنْ أمْرٍ تَسُرُّ عَوَاقِبُهْ

فَلاَ وَصْلَ إلاَّ أنْ يَلُمَّ خَيَالُهُ

وَلاَ هْجَرَ إلا أنْ تُزُمَّ رَكَائِبُهْ

وَلِي كَبِدٌ حَرَّاءُ فِي أبْحُرِ الجوَى

تَسِيرُ بِهَا سُفْنُ الهَوَى وَمَرَاكِبُهْ

فَهَلْ سَاحِلٌ بِالقُرْبِ يَلْجَأ عِنْدَهْ

غَرِيقُ دُجًى لَمْ تَبْدُ فِيهِ كَوَاكِبُهْ

أيَا صَاحِبَيْ نَجْوَايَ هَلاَّ تَرَفُّقًا

فَقَدْ يَجْلُبُ الشَّيْءَ البَعِيدَ جَوَالِبُهْ

خُذَا الحذرَ مِنْ أعْطَافِهِ وَجُفُونِهِ

فَمَا هِيَ إلا سُمْرُهُ وَقَوَاضِبُهْ

وَإيَّاكُمَا القَوْسَ المُرَاشَ سِهَامُهَا

ألَمْ تَرْمِكُمْ ألْحَاظُهُ وحَوَاجِبُهْ

وَمَاذَا عَلَى مَنْ صَارَ خَالاً بِخَدّهِ

أغَارَ أبُوهُ أوْ أغِيظَتْ أقَارِبُهْ

لَهُ عَارِضٌ في الخَدّ قَدْ زَانَ شكله

كَمَا زَانَ خط اللام في الطرس كاتبُهْ

بَكَيْتُ وَقَدْ قَدَّ الحَشَا وَهْوَ ضَاحِكٌ

وَهَلْ يَسْتَوِي مَسْلُوبُ قَلْبٍ وَسَالِبُهْ

فَمِنْ لوعةٍ فِي الصَّدْرِ شَبَّ ضِرَامُهَا

ومن مَدْمَعٍ يَرْفَضُّ في الخَدّ سَاكِبُهْ

خَلِيليَّ مَا لِي يَوْمَ نَهْبِ جَوَانِحِي

أخَيَّبُ مِنْ مَالِي وَيَغْنَمُ نَاهِبُهْ

وَمَا لِسَنَا بَدْرِ الدُّجُنَّةِ كُلَّمَا

أجَلْتُ لحَاظِي فِيهِ جَالَتْ غَيَاهِبُهْ

وَمَا لِلْفَتَى العُذْرِيّ أنْشَدَ إذْ غَدَا

مَشَارِقُه مَجْهُولَةٌ وَمَغَارِبُهْ

أرِيحُوا فَتًى في الحبّ ضَاقَت مَذاهِبُهْ

وَلَمْ يلقَ صَبّاً فِي الغَرَامِ يُجَاوِبُهْ

مَتَى مَا دَنَا يُجْفَى وَإن يُجْتَنَبْ دَنَا

فَأَيٌّ يُدَانِيهِ وَأَيٌّ يُجَانِبُهْ

وَمَهْمَا دَعَاهُ الوصلُ عَارَضَهُ الجَفَا

فَأَيٌّ يُحَابِيهِ وَأَيٌّ يُشَاغِبُهْ

وَمَهْمَا شَفَاهُ السقمُ أوْدَى بِهِ الشِّفَا

فَأَيٌّ يُعَانِيهِ وَأَيٌّ يُعَاطِبُهْ

وَمَهْمَا نَهَاهُ اليَأسُ اقْتَادَهُ الأسَى

فَأَيٌّ يُوَالِيهِ وَأَيٌّ يُحَارِبُهْ

وَقَدْ هُزِمَتْ رَايَاتُ جيشِ اصْطِبَارِهِ

عَلَى حِينِ جَيْشُ الوجدِ جَالَتْ كَتَائِبُهْ

وَأصْبَحَ لاَ طِيبُ الوِصَالِ مُيَسَّرٌ

لَدَيْهِ وَلاَ دَارُ الحَبِيبِ تُقَارِبُهْ

فَلاَ عِيشة تُرْضَى لِمَنْ قَلَّ صَبْرُهُ

وَلاَ صبر إلا أن تَطِيبَ مَكَاسِبُهْ

فَمَا كُلُّ عَيْنٍ بِالجَمَالِ قَرِيرَةٌ

وَلاَ كُلُّ سمعٍ قَدْ نَجَاهُ مُجَاوِبُهْ

وَلاَ كُلُّ مَنْ قَدْ سَارَ رُدَّتْ جِيَادُهُ

وَلاَ كُلُّ مَنْ وَافَى انيخت ركَائِبُهْ

فَقَدْ يَدَّعِي الاشَواقَ مَنْ لَيْسَ شَائِقاً

كَمَا يَرْقُبُ الجوزَاءَ مَنْ لاَ تُرَاقِبُهْ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.