غزالة الصبح تحكي نرجس الغسق

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

غَزَالَةُ الصبحِ تَحْكِي نرجسَ الغَسَقِ

وَصَارمُ البرقِ يَحْكِي وَرْدَةَ الشفَقِ

وَغَادةُ الحُورِ تُجْلَي في الغلائلِ إِذْ

ألْقَتْ قِنَاعَ الدجَى عَنْ وَاضِحِ الفَلَقِ

وَعَنْبَرُ الغيمِ أذْكَاهُ الشُّعَاعُ إلَى

أنْ عَمَّ نَشْرُ شذَاه كُلَّ مُنْتَشِقِ

وَالجو أظهرَ أفرَاسَ النسيمِ فَمَا

أجرى سَوابقَهَا فِي حَلْبَةِ الأفُقِ

وزاجرُ الرَّعْدِ يَحْدُو عِيسَ مُزْنَتِهِ

يَسُوقُ برقاً إلَى بستانه العَبِقِ

وَالقطرُ أهْدَى عقودَ الدرّ تَجْلِيَةً

للروضِ لمَّا رَآهُ عَاشِقَ العَبَقِ

وَرَاشِ سَهْمَ الحَيَا قَوْسُ السَّحابِ إلَى

أن صَادَرَتْهُ يَدٌ الأوْرَاقِ بِالدَّرَقِ

وَالروضُ يضحك عن ثغر الاقَاحِ وَقَدْ

أبكته بالقطرِ عيْنُ القَارِضِ الغَدِقِ

وَالنَّهْرُ ينسابُ فِي مَجْرَى نهايتهِ

كَمَا جَرَى الدمع من أجْفَانِ مُخْتَلِقِ

وَالروضُ يجلُو عَرُوسَ الزَّهْرِ فِي حُلَلٍ

قد جمَّع الحسنُ مِنْهَا كل مُفْتَرِقِ

مِنْ اصفر فَاقِع أو أخْضر عَطِرٍ

أوْ ابيض ناصع أوْ أحمر شَرِقِ

والطل قَبَّلَ خَد الورد منْ شَغَفٍ

وَالريحُ جردَ متنَ السيفِ من خَلِقِ

وَخلخلت سُوقَ أغصان النَّقَا فُلَجٌ

قد نَقَّطَتْ وِجْنَةَ البستان وَالحَدَقِ

وَهَاتِفُ الطَّلّ نَادَى فِي أرَاكَتِهِ

مَا لِي أرَى الآسَ يُبْدِي أذْنَ مُسْتَرِقِ

والنرجس الغض نَادَى الزهْرَ مبتسماً

يَا ضَاحكَ الثغر سَامِ سَامِيَ الحَدَقِ

وَالوَرْدُ أظْهَرَ دينَاراً مذهبَّةً

لما تَغَنَّتْ لَهُ الوَرْقَاءُ فِي الوَرَقِ

وابرزت رَاحَةُ النسرين إذ فُتِحَتْ

شُذُورَ تِبْرٍ مِنَ البلَّوْرِ فِي طَفَقِ

وَفِي وِلادَتِهِ سِر بَدَا عَجَباً

لم تستطعْ حملَهُ الدنيا وَلَمْ تُطِقِ

وَعِنْدَمَا وَضَعَتْهُ أمُّهُ نَظَرَتْ

مِنَ العَجَائِب أمْراً غَيْرَ مُخْتَلَقِ

يَا أشْرَفَ الخلق عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً

وَمَنْ عَلَى الرفْرَفِ العَالِي المَقامِ رَقِي

يَا غَايَةَ الرسْلِ يَا بَحْرَ السَّمَاحِ وَيَا

مُنْجِي العُبَيْدَ المسيءَ المذنبَ الغَرِقِ

يَا أوسعَ الرسلْ جاهاً يا كريم أقِلْ

مِنَ الخَطَايَا التِي قَدْ ألْزَمَتْ عُنُقِي

قد اثقلتِني ذنُوبٌ لَيْسَ يحصرُهَا

سَمْتُ الثوَابِ فلم تُحْصَرْ ولم تُطَقِ

وَلَيْسَ لِي عَمَلٌ ارْجُو النجَاةَ بِهِ

إلاّ مديحك يَا مُنْشِي مِنَ العَلَقِ

فَكُنْ شفيعي إذَا ضاق الحسَابُ غَداً

وَألْجِمَ النَّاسُ يَوْم العَرْضِ بِالعَرَقِ

وكُنْ مُغِيثِي إذَا اشتد الظَّمَا وَشَكَا

جَفْنِي الحَرِيقُ لِدَمْعٍ جَارَ فِي الغَرَقِ

فَكَمْ عَدُوّ بَغَى ظلْماً عَلَيّ وَهَل

إلاّكَ مُعْتَمَدِي فِيمَا مَضَى وَبَقِي

وشرّفِ ابنَ خَلُوفٍ بالشهَادَةِ كَيْ

يغدُو عَلَى المُرْتَقَى قَدْ جَازَ كُل تَقِي

وارْحمْ شُيُوخِي وآبائِي وَجُدْ كَرَماً

للمُسْلِمِين بعفوِ مِنْكَ مُنْدَفِقِ

وَصَلّ تَتْرَى عَلَى مَنْ جاء مُعْجِزَةً

بِقُلْ أعُوذُ بِرَب النَّاسِ والفلقِ

وآلِهِ والصحابة والتابعين له

مَا ناحَ حَادِي الحِمَى في دوحة الغَسَقِ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.