ومذ خيمت بالخضراء دارا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

ومُذ خَيَّمتُ بِالخَضراءِ دَارا

وَزنتُ بِشِسعِ نَعلِي تَاجَ دارا

تَوَهَّمتُ السَّمَاءَ بِهَا مَحَلِّي

لأَنِّي لِلنُّجومِ أَقَمتُ جَارا

لإِخوَانٍ إِذَا فَكَّرتُ فِيهِم

رَأَيتُ كِبَارَ إخوَانِي صِغَارَا

كَأَنَّ اللَّهَ قَد سَبَكَ المَعَالِي

فَخَلَّصَ مَجدَهُم مِنهَا نُضَارَا

وَما قَالوا لها الخَضرَاءَ إِلا

لأَن كَانَت لأنجُمِهِم مَدَارَا

وَمَنزِلُنَا بِأَزرَقَ كَوثرِيٍّ

بِمَنزِل أَزرَقٍ مَا إِن يُجَارَا

لَبِسنَا لِلغَدِيرِ بِهِ دُرُوعاً

وَجَرَّدنَا جَدَاوِلَهُ شِفَارَا

بِيَومٍ لَو رَمَى الكُسَعِي فِيهِ

رَأى مِن قَوسِهِ سرّاً تَوَارَى

وَرَوضٍ رَاقَ مَنظَرُهُ وَإِلا

فَلِم خَلَعَ الحَمامُ بِهِ العِذارا

وَقَامَ عَلَى مَنَابِرِهِ خَطِيباً

فَحَرَّكَ لِلغُصونِ بِهِ حُوَارَا

وَطارَحَهَا فَأَصغَت سَامِعَاتٍ

وَهَزَّت مِن مَعَاطِفِهَا حَيَارَى

فَإن مَرَّ النَّسِيمُ بِهِ عَلِيلاً

تَكَلَّفَتِ القِيَامَ لَهُ سُكَارَى

وَطَودٍ لَو تُزاحِمُ مَنكِبَاهُ

نِظَامَ النَّجمِ لانتَثَرَ انتِثَارَا

سَمَا فَتَشَوَّقَت زهرُ الدَّرَارِي

إِلَيهِ فَنَكَّسَ الرَّأسَ احتِقَارَا

وَقَد شَمَخَ الوَقَارُ بِهِ وَلَكِن

وَقَارُ ذَوِيهِ عَلَّمَهُ الوَقَارَا

أَولائِكَ مَعشَرٌ قَهَرُوا الليَالِي

وَرَدُّوهَا لِحُكمِهِم اضطِرَارَا

وَقَامَ بِعبءِ مَجدِهِمُ اضطِلاعاً

فَأَنجَدَ فِي العَلاءِ كَمَا أَغَارَا

أَبو عَمرو بنِ حَسُّون الَّذِي لا

تَشُقُّ النِّيِّرَاتُ لَهُ غُبَارَا

فَتىً فِي السِّنِّ كَهلٌ فِي المَعَالِي

صَغِيرٌ زَيَّفَ النَّاسَ الكِبَارَا

وَلا عَجَب بِسُؤدَدِهِ صَغِيراً

فَإِنَّ الخَيلَ أَنجَبَتِ المِهَارَا

وَإِنَّ السَّهمَ وَهوَ أَدَقُّ شَيءٍ

يَفُوتُ الرُّمحَ سَبقاً وَابتِدَارَا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.