تذكرت عهدا بالجزيرة ماضيا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

تَذَكَّرتُ عَهداً بِالجَزِيرَةِ مَاضِيَا

فَأَنصَفتُ شَجواً لا يَمَلُّ التَّقَاضِيَا

وَزُرتُ رسوماً فِي طَرِيفٍ كَأَنَّهَا

بَقِيَّةُ أَغمَادٍ رُزِئنَ المَوَاضِيَا

أَيَا أُفُقَ الأُنسِ الَّذِي قَد عَهِدتُهُ

بِزُهرِ الأُصَيحَابِ الأَكَارِمِ حَالِيَا

نأَت غُرَرُ الأَيَّامِ عَنكَ فَقَلَّمَا

يَمُرُّ عَلَيكَ الدَّهرُ إِلا لَيَالِيَا

أُرَدِّدُ فِيكَ العَينَ أَدهَمَ مُقفِراً

فَأُبصِرُ صَدرِي خَالِياً مِن فُؤَادِيَا

أًقُولُ لِرَكبٍ بِالجَزِيرَةِ عَرَّجُوا

قِفُوا نَرث آثارَ الهَوَى وَالمَغَانِيَا

دِيَارٌ بِهَا نِلنَا المُنَى ثُمَّتَ انقَضَت

فَلَم يُبقِ مِنهَا الدَّهرُ إِلا أَمَانِيَا

فَواللَّهِ مَا أَدرِي إِذَا مَا حَلَلتُهَا

مَغَانِيَ مَا أَلقَى بِهَا أَم مَعَالِيَا

لَقَد صَارَ فِيها غَائِبُ الشَّجوِ حَاضِراً

وَأَضحَى بِهَا مُستَقبلُ الأُنسِ مَاضِيَا

فَيَا رَبعَهُم رَاجِعنِيَ القَولَ عَنهُمُ

أَلَيسَ خَفِيفاً أَن تَرُدّ جَوَابِيَا

مَعَالِمَهُم مَا أَنتِ إِلا مَجَاهِلٌ

وَلَكِنَّنِي آثرتُ حُسنَ خِطَابِيَا

إِذَا لَم أُحَسِّن مَنطِقِي جُهدَ طَاقَتِي

لِرَبعِ أَحِبَّائِي فَأَينَ وَدَادِيَا

أَعِندَ أَبِي عَمرو بنِ حَسُّون أَنّني

عَلَى رَسمِ عَهدِي لَستُ أَنفَكُّ رَاعِيا

وكاسمِ أَبِيهِ حُبُّه في جَوانِحِي

فَما دُمتُ أَبقَى لَيسَ يَفتَأُ بَاقِيَا

أَتَانِي هَوَاهُ مُستَميحاً مَوَدَّتِي

فَأَعطَيتُه مَا شَاءَ إِلا فُؤَادِيا

وَإِنِّيَ لَم أُمسِكهُ عَنهُ ضَنَانَةً

وَلَكِنَّني أَخشَى عَلَيهِ التِهَابيا

إِذا هَبَّ مِن آفَاقِيَ البَرقُ نَحوَه

فَمَا هُو إِلا شُعلَةٌ مِن أُوَارِيا

وَإِن جَادَ مِن أَجفَانِي القَطرُ رَبعَه

فَيَا لَيتَ شِعرِي مَا يزيدُ الغَوَادِيا

أَلا أَيُّهَا الرَّكبُ المُطاوِعُ عَزمَه

إِلَى أَرضِ فَاسٍ أَدِّ فِيها سَلامِيا

وَحيِّ أَبا عَمرٍو هُناكَ وَإِنَّما

أَفَدتكَ فاشكُر أَن تُحَيّي المَعَالِيا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.