أما إنه لولا الدموع الهوامع

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أما إنه لولا الدموع الهوامع

لما بان مني ما تجن الأضالع

وكم هتكت ستر الهوا أعين المها

وهاجت لي الشوق الديار البلاقع

خليلي ما لي كلما لاح بارقٌ

تلظى الحشا وارفضَّ منّي المدامعُ

هل الأفق في جنبيَّ بالبرق لامعٌ

أم المزن في جفنيَّ بالودق هامعُ

ففي القلب من نار الشجون مصايفٌ

وفي الخد من ماء الشؤون مرابعُ

وما هاج هذا الشوق إلا مهفهَفٌ

هو البدرُ أو بدر الدجى منه طالع

إذا غاب يوماً فالقلوب مغاربٌ

وإن لاح يوماً فالجيوب مطالعُ

يضرج خديه الحياء كأنما

بخدَّيه من فتك الجفون وقائع

رماني عن قوس المحاجر لحظه

بسهمٍ غدا من مهجتي وهو وادعُ

وما زلتُ من ألحاظه متوقيا

ولكنه ما حُمَّ لابد واقع

يرق فتور اللحظ منه كأنه

إلى قلبه من قسوة الهجر شافعُ

كما رق بالآداب طبع محمدٍ

فحاكت لمى الأحباب منه الطبائعُ

رخيم حواشي الطرف حلوٌ كأنما

سجاياه أيام السرور الرواجعُ

أبا بكر استوفيت زهر محاسن

تنافسها زهرُ النجوم الطوالعُ

قدحتُ زناداً من ذكائك لم يزل

ينير فتعشى البارقات اللوامعُ

وما ذاك عن نيلٍ لديك رجوته

فيصدُقَ ظنٌّ أو يكذبَ طامعُ

ولا أنا ممن يرتضي الشعر خلطةً

فتجذبه نحو الملوك المطامعُ

ولكنَّ قلباً بين جنبي قد غدا

يجاذبني فيك الهوى وينازعُ

طوى لك من محض الوداد كمائناً

تبدَّت لها فةوق اللسان طلائعُ

أأزعُم في نظم البديع ولم يزل

لك السبق فيه والورى لك تابعُ

وأيُّ مقالٍ لي وقولُك سائرٌ

وأيُّ بديعٍ لي ومنك البدائعُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.