لعلكم بعد التجنب والهجر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لعلكم بعد التجنب والهجر

تديلون من بعد وتشفون من ضر

فإن الذي غادرتم بين أضلعي

يزيد على مر الزمان ويستشري

ولم تنبكم عني النوى غير أنكم

رحلتم من الجفن القريح إلى الفكر

ومن عجب أني أسائل عنكم

ومنزلكم بين الجوانح والصدر

واستعطف الأيام فيكم لعلها

تعيد الليالي السباقت كما أدري

وأطمع منها في الوصال ولم أزل

عليما بما يؤثرن من شيم الغدر

ويوحشني حسن الزمان لنايكم

وإن كنت مأنوس الجوانح بالذكر

ولم أنس إذا صدت كما صد شادنٌ

غريرٌ من الربعي أوجس من ذعر

تميس كما ماس القضيب على النقا

وترنو كما أغضى الشريف من السكر

وما زلت صبا بالغواني تصيدني

ذوات الثنايا الغر والأوجه الزهر

وعندي أحشاء ملئن صبابة

كالحاظ أجفان ملئن من السحر

ولوة وجد ما تفيق وظمأة

لا شنب معسول اللمى طيب النشر

وكم في كناس السمهرية من رشا

أغن يقيم العذر في الخلع للعذر

وأهيف يثنيه النسيم إذا جرى

فلو شاء من لينٍ تختم في الخصر

وساحرة الألفاظ لو أنها دعت

بنغمتها ميتاً للبى من القبر

حسرت قناع الستر فيها ولم يكن

يطيب الهوى يوماً لمن دان بالستر

وللَه ليل باللوى أبعد الجوى

وقرب نحراً من مشوق إلى نحر

فما شئت من شكوى أرق من الهوى

وما شئت من نجوى الدمن من الخمر

سرت لم تمس الطيب عجباً بحسنها

وقد أفعمت عرض البسيطة بالعطر

فقلت عبيد اللَه أو نجله سرى

فذكرني دارين أوبت بالشحر

كأن ضياء الصبح في الليل إذ سرى

بصيرة إيمان سرت في عمى كفر

كان مها في الأفق ريعت وقد بدا

لها ذنب السرحان من وضع الفجر

كأن سنى الشمس المنيرة إذا بدا

كسا ورق الإصباح ذوبا من التبر

وإلا فوجه الظافر الملك انجلى

فجلى ظلام النقع في الجحفل المجر

عجبت لأيام تداعت خطوبها

لتثلم من غربي وتقدح في وفري

ولم تدر أتى في حمى الظافر الرضا

أرد العدى عني بصمصامتى عمرو

حللت جنابا منه مد ظلاله

علي وأعطاني أماناً من الدهر

جناب بكت فيه غمائم جوده

فاضحكن روض المجد عن زهر الشكر

وكم نلت مذ أصبحت الثم كفه

بيمناه من يمن ويسراه من يسر

لدى ملك ما لاح ضوء جبينه

بجنح الدجى إلا كفى مطلع البدر

ومتقد الآراء لو جال في الوغى

بخاطره أغنى عن البيض والسمر

ولولا اضطرام الباس يه غدا القنا

براحته يهتز بالورق الخضر

أرى عابد الرحمن رحمة من قست

عليه الليالي أمن من ريع بالفقر

وكعبة آمالٍ كثيراً حجيجها

لها حرمٌ فيه مشاعر للشعر

له من حجاه بالسماحة آمر

ومن حلمه ناه عن اللغو والهجر

فتىً لم يشمر قط إلا عنا له

عداه وساق الحرب مسبلة الأزر

ولم يعترك بخل بميدان عدله

وجدواه إلا فاز جدواه بالنصر

أبا عامرٍ لازلت للمجد عامرا

فأنك وسطى العقد في عنق الفخر

وقمت العدا عني برافة ماجد

وغمر نوال سر إذ ساء ذا الغمر

وأوسعت تعمى ضيقت ذرعا بحملها

فإن خففت عمري لقد أثقلت ظهري

ولما ارتقت بي في سمائك همتي

غدا أخمصي فوق النعائم والنسر

فحييت شمس الملك في فلك العلا

وشمت سحاب الجود في بارق البشر

أيرجو ضلالاً أن يناويك حاسد

وقد حزت خصل لسق وهو على الأثر

وأرسى عبيد اللَه بيتك في الغلا

وطنبه بين السماكين والغفر

وأصبحت كالمأمون تقفو سبيله

كأنك موسى تقتفي أثر الخضر

وما علت صبراً حين قلدك العلا

وجاء بأمر من بدائعه أمري

فلله ما شادوا وشدت من العلا

وللَه ما حازوا وما حزت من ذكر

نظمت شتيت الملك بالعدل والتقى

وقمت بحق اللَه في السر والجهر

وجاءك صوم إثر فطرٍ قضيته

بحظين من سعدٍ جزيلٍ ومن أجر

وأدبر سقمٌ عنك بشر جسمه

بأقبال تعمى واتصالٍ من العمر

سيملاً شكري كل قطرٍ تحله

بنشر ثناءٍ عنك أذكى من العطر

وتبقى لكم بين الضلوع محبةً

ألاقي بها الرحمن في موقف الحشر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.