سهلت حزونة وجده وغرامه

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

سهلت حزونة وجده وغرامه

من بعد شرة شوقه وعرامه

صب تحامته الصبابة بعدما

ملكت يد الأشواق فضل زمامه

وإذا انطوى برد الشباب عن الفتى

لم ترع غانية عهود ذمامه

خلق من الأيام أن أخا الصبا

من عمره في يقظة كمنامه

والدهر لا يسقيك حلو رضاعه

إلا ويعقبه بمر فطامه

فإذا دجا الليل البهيم ولم تجد

لك ملجأ من ظلمه وظلامه

فتلق بادرة الزمان ببدره

واصرف هموم صروفه بهمامه

بمؤيد تسري الجيوش وراءه

ويسير جيش الرعب من قدامه

والنصر يلمع من ظبى أسيافه

والفتح يعلم من ذرى أعلامه

ملك ترى الأملاك تسجد خيفة

منه وترغم عند لثم رغامه

ذلت لعز متوج من يعرب

تتصاغر العظماء من إعظامه

يجري القضاء بمقتضى إيثاره

في نقضه طوراً وفي إبرامه

يفتر يغر الدست حين يحله

عن أبلج طلق الندى بسامه

هو عمدة الملك العقيم وذخره ال

باقي وجامع شمله ونظامه

وكأن در التاج حول جبينه

زهر تحف البدر عنه تمامه

وحسامه الماضي وهضبة عزه

العليا وذروة مجده وسنامه

وإذا طرا خطب فليس معول

إلا على تشميره وقيامه

ملك سمت غسان بالشرفين من

أجداده قدماً ومن أعمامه

حازت به قصب الرهان وأحرزت

حظ المعلى من قداح سهامه

أضحت صحائف كتبه كصفاحه

فتكاً وغرب لسانه كحسامه

كتب تراع بها الكتائب كلما

صدرت إلى الإقليم عن أقلامه

ومهابة أغناه شائع ذكرها

وكفاه يوم الروع جر لهامه

ومواقف وقف الحمام مخبراً

عن كره فيها وعن إقدامه

يلقى المدرع في الكريهة حاسراً

متلثماً بالنقع فوق لثامه

وكتائب التأييد محدقة به

أنى أتى من خلفه وأمامه

كم للمظفر من مقام أبيض

يجلو صباح النصر ليل قتامه

ومنافق شمخ النفاق بأنفه

وسرت رقى الشيطان في أوهامه

رامت عزائمه العلى واعتاقه

عزم المظفر عن بلوغ مرامه

ليث حبيك السابري عرينه

ومثقفات السمر من آجامه

قسم الندى والبأس قسمة عادل

لم يرض حكم الجور في أحكامه

فيصول في العزمات حد حسامه

ويصوب في الزمات وبل غمامه

والحرب يشقى أسدها بطعانه

والسلم ينعم وفدها بطعامه

تردى الجياد القب حول قبابه

وتخيم الآمال عند خيامه

حرم أقام الجود أركان الندى

ما بين ركنيه وبين مقامه

يرعى سوام الظن نبت جميمه

الأمرى ويكرع من نمير جمامه

لا ذنب عندي للزمان وقد غدا

بدر بن رزيك كريم كرامه

لمت الزمان فلم تزل أقدامه

حتى غفرت به ذنوب لئامه

أنكرت معنى البخل منذ عرفته

وعرفت معنى الجود من إنعامه

أملت قاصية الغنى فبلغتها

وخدمت حين غدوت من خدامه

وتيقنت نوب الليالي أنني

لا أتقي الأيام في أيامه

وأنالني الشرف الرفيع وجاوز ال

أمل الذي حاولت من إكرامه

أغنى ابتداء نداء عن قولي له

ما أحوج البادي إلى إتمامه

وسقى غليل الحظ بعد أوامه

وشفى عليل المدح بعد سقامه

وحللت منه بذروة العز الذي

يعلو الحلول به علي مقامه

فرأيت رب الملك حين رأيته

وسمعت ما يملي شريف كلامه

يا فارس الإسلام دعوة خادم

أعدمته الموجود من إعدامه

هنيت من رجب قدوم سعادة

قدمت بأجر صيامه وقيامه

شهر أطعت الله في حراماته

ورعيت حق حلاله وحرامه

لازلت في المولى العماد مبلغاً

ما ترجيه ممتعاً بدوامه

تستقبل العمر السعيد مجدداً

بالسعد ما أبليت من أعوامه

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.