ألا من لقلب لا يمل فيذهل

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أَلا مِن لِقَلبٍ لا يَمُلُّ فَيَذهَلُ

أَفِق فَالتَعَزّي عَن بُثَينَةَ أَجمَلُ

سَلا كُلُّ ذي وُدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُ

وَأَنتَ بِها حَتّى المَماتِ مُوَكَّلُ

فَما هَكَذا أَحبَبتَ مَن كانَ قَبلُها

وَلا هَكَذا فيما مَضى كُنتَ تَفعَلُ

أَعِن ظُعُنِ الحَيِّ الأُلى كُنتَ تَسأَلُ

بِلَيلٍ فَرَدّوا عيرَهُم وَتَحَمَّلوا

فَأَمسوا وَهُم أَهلُ الدِيارِ وَأَصبَحوا

وَمِن أَهلِها الغِربانُ بِالدارِ تَحجِلُ

عَلى حينَ وَلّى الأَمرُ عَنّا وَأَسمَحَت

عَصا البَينِ وَاِنبَتَّ الرَجاءُ المُؤَمَّلُ

وَقَد أَبقَتِ الأَيّامُ مِنّي عَلى العِدى

حُساماً إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَفصِلُ

وَلَستُ كَمَن إِن سيمَ ضَيماً أَطاعَهُ

وَلا كَاِمرِئٍ إِن عَضَّهُ الدَهرُ يَنكُلُ

لَعُمري لَقَد أَبدى لِيَ البَينُ صَفحَةُ

وَبَيَّنَ لي ما شِئتَ لَو كُنتُ أَعقِلُ

وَآخِرُ عَهدي مِن بُثَينَةَ نَظرَةٌ

عَلى مَوقِفٍ كادَت مِنَ البَينِ تَقتُلُ

فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِثلُ حاجَةٍ

كَتَمتُكِها وَالنَفسُ مِنها تَمَلمَلُ

وَإِنّي لَأَستَبكي إِذا ذُكِرَ الهَوى

إِلَيكِ وَإِنّي مَن هَواكِ لَأَوجِلُ

نَظَرتُ بِبِشرٍ نَظرَةً ظَلتُ أَمتَري

بِها عَبرَةً وَالعَينُ بِالدَمعِ تُكحَلُ

إِذا ما كَرَرتُ الطَرفَ نَحوَكِ رَدَّهُ

مِنَ البُعدِ فَيّاضٌ مِنَ الدَمعِ يَهمِلُ

فَيا قَلبُ دَع ذِكرى بُثَينَةَ إِنَّها

وَإِن كُنتَ تَهواها تَضَنَّ وَتَبخَلُ

قَناةٌ مِنَ المُرّانِ ما فَوقَ حَقوِها

وَما تَحتَهُ مِنها نَقاً يَتَهَيَّلُ

وَقَد أَيأَسَت مِن نَيلِها وَتَجَهَّمَت

وَلَليَأسُ إِن لَم يُقدَرِ النَيلُ أَمثَلُ

وَإِلّا فَسَلها نائِلاً قَبلَ بَينِها

وَأَبخِل بِها مَسؤولَةً حينَ تُسأَلُ

وَكَيفَ تُرَجّي وَصلَها بَعدَ بُعدِها

وَقَد جُذَّ حَبلُ الوَصلِ مِمَّن تُؤَمِّلُ

وَإِنَّ الَّتي أَحبَبتَ قَد حيلَ دونَها

فَكُن حازِماً وَالحازِمُ المُتَحَوِّلُ

فَفي اليَأسِ ما يُسلي وَفي الناسِ خُلَّةٌ

وَفي الأَرضِ عَمَّن لا يُؤاتيكَ مَعزِلُ

بَدا كَلَفٌ مِنّي بِها فَتَثاقَلَت

وَما لا يُرى مِن غائِبِ الوَجدِ أَفضَلُ

هَبيني بَريئاً نِلتِهِ بِظُلامَةٍ

عَفاها لَكُم أَو مُذنِباً يَتَنَصَّلُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.