أنيري مكان البدر إن أفل البدر

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أَنيري مَكانَ البَدرِ إِن أَفَلَ البَدرُ

وَقومي مَقامَ الشَمسِ ما اِستَأخَرَ الفَجرُ

فَفيكِ مِنَ الشَمسِ المُنيرَةِ ضَوءُها

وَلَيسَ لَها مِنكِ التَبَسُّمُ وَالثَغرُ

بَلى لَكِ نورُ الشَمسِ وَالبَدرُ كُلُّهُ

وَلا حَمَلَت عَينَيكِ شَمسٌ وَلا بَدرُ

لَكِ الشَرقَةُ اللَألاءُ وَالبَدرُ طالِعٌ

وَلَيسَ لَها مِنكِ التَرائِبُ وَالنَحرُ

وَمِن أَينَ لِلشَمسِ المُنيرَةِ بِالضُحى

بِمَكحولَةِ العَينَينِ في طَرفِها فَترُ

وَأَنّى لَها مَن دَلَّ لَيلى إِذا اِنثَنَت

بِعَينَي مَهاةِ الرَملِ قَد مَسَّها الذُعرُ

تَبَسَّمُ لَيلى عَن ثَنايا كَأَنَّها

أَقاحٍ بِجَرعاءِ المَراضينِ أَو دُرُّ

مُنَعَّمَةٌ لَو باشَرَ الذَرُّ جِلدَها

لَآثَرَ مِنها في مَدارِجِها الذَرُّ

إِذا أَقبَلَت تَمشي تُقارِبُ خَطوَها

إِلى الأَقرَبِ الأَدنى تَقَسَّمَها البُهرُ

مَريضَةُ أَثناءَ التَعَطُّفِ إِنَّها

تَخافُ عَلى الأَردافِ يَثلُمُها الخَصرُ

فَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَقيقَينِ تَرعَوي

إِلى رَشَأٍ طِفلٍ مَفاصِلُهُ خُدرُ

بِمُخضَلَّةٍ جادَ الرَبيعُ زُهائَها

رَهائِمَ وَسمِيٍّ سَحائِبُهُ غُزرُ

وَقَفنا عَلى أَطلالِ لَيلى عَشيَّةً

بِأَجزَعِ حَزوى وَهيَ طامِسَةٌ دُثرُ

يُجادُ بِها مُزنانِ أَسحَمُ باكِرٌ

وَآخَرُ مِعهادُ الرَواحِ لَهُ زَجرُ

وَأَوفى عَلى رَوضِ الخُزامى نَسيمُها

وَأَنوارُها وَاِخضَوضَلَ الوَرَقُ النَضرُ

رَواحاً وَقَد حَنَّت أَوائِلَ لَيلِها

رَوائِحُ لِلإِظلامِ أَلوانُها كُدرُ

تُقَلِّبُ عَينَي خازِلٍ بَينَ مُرعَوٍ

وَآثارِ آياتٍ وَقَد راحَتِ العُفرُ

بِأُحسَنَ مِن لَيلى مِعُيدَةَ نَظرَةٍ

إِلَيَّ اِلتِفاتاً حينَ وَلَّت بِها السَفرُ

مُحاذِيَةً عَيني بِدَمعٍ كَأَنَّما

تَحَلَّبُ مِن أَشفارِها دُرَرٌ غُزرُ

فَلَم أَرَ إِلّا مُقلَةً لَم أَكَد بِها

أَشيمُ رُسومَ الدارِ ما فَعَلَ الذِكرُ

رَفَعنَ بِها خوصَ العُيونِ وَجوهُها

مُلَفَّعَةٌ تُرباً وَأَعيُنُها خُزرُ

وَما زِلتُ مَحمودَ التَصَبُّرِ في الَّذي

يَنوبُ وَلَكِن في الهَوى لَيسَ لي صَبرُ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.