هل أنت محيي الربع أم أنت سائله

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

هَلَ أَنْتَ مُحَيِّي الرَّبْعَ أَمْ أَنْتَ سائِلُهْ

بِحَيْثُ أَحَالَتْ في الرِّكَاءِ سَوائِلُهْ

وكَيْفَ تُحَيِّي الرَّبْعَ قَدْ بَانَ أَهْلُهُ

فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أُسُّهُ وجَنَادِلُهْ

عَفَتْهُ صَنَادِيدُ السِّمَاكْينِ وانْتَحَتْ

عَلَيْهِ رِيَاحُ الصَّيْفِ غُبْراً مَجَاوْلُهْ

وقَدْ قُلْتُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى إِذْ رَأَيْتُهُ

وأَسْبَلَ دَمْعِي مُسْتَهْلاً أَوَائِلُهْ

أَلاَ يَا لَقَوْمٍ لِلِّديَارِ بِبَدْوَةٍ

وأَنَّى مِرَاحُ المَرْءِ والشَّيْبُ شَامِلُهْ

ولِلدَّارِ مِنْ جَنْبَيْ قَرَوْرَى كَأَنَّهَا

وُحِيُّ كِتَابٍ أَتْبَعْتْهُ أَنَامِلُهْ

صَحَا القَلْبُ عَنْ أَهْلِ الرِّكاءِ وفَاتَهُ

عَلَى مَأْسَلٍ خِلاَّنُهُ وحَلاَئِلُهْ

أَخُو عَبَرَاتٍ سِيقَ لِلشَّامِ أَهْلُهُ

فَلاَ اليَأَسُ يُسْلِيهِ ولاَ الحُزْنُ قَاتِلُهْ

تَنَاسَأَ عِنْ شُرْبِ القَرِينَةِ أَهْلُهَا

وعَادَ بِهَا شَاءُ العَدُوِّ وجَامِلُهْ

تُمْشِّي بِهَا شَوْلُ الظِّبَاءِ كَأَنَّهَا

جَنَى مَهْرَقَانٍ فَاضِ بِاللَّيْلِ سَاحِلُهْ

وبُدِّلَ حَالاً بَعْدَ حَالٍ وعِيشَةً

بِعِيشَتِنَا ضَيْقُ الرِّكَاءِ فَعَاقِلُهْ

سَخَاخاً يُزَجِّي الذِّئْبُ بَيْنَ سُهُوبِهَا

وفَحْلُ النَّعَامِ رِزُّهُ وأَزَامِلُهْ

أَلاَ رُبَّ عَيْشٍ صَالِحٍ قَدْ لَقِيتُهُ

بِضَيْقِ الرِّكَاءِ إِذْ بِهِ مَنْ نُواصِلُهْ

إذِ الدَّهْرُ مَحْمُودُ السَّجِيَّاتِ تُجْتَنَى

ثِمَارُ الهَوَى مِنْهُ ويؤْمَنُ غَائِلُهْ

وحَيٍّ حِلاَلٍ قَدْ رَأَيْنَا ومَجْلِسٍ

تَعَادَى بِجِنَّانِ الدَّحُولِ قَنَابِلُهْ

هُمُ التَّابِعُونَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِ أَصْلِهِ

بِأَحْلاَمِهِمْ حَتَّى تُصَابَ مَفَاصِلُهْ

هُمُ الضَّارِبُونَ اليَقْدمِيَّةَ تَعْتَرِي

بِمَا في الجُفُونِ أَخْلَصَتْهُ صَيَاقِلُهْ

مَصَالِيتُ فَكَّاكُونَ لِلسَّبْيِ بَعْدَمَا

تَعَضُّ عَلَى أَيْدِي السَّبِيِّ سَلاَسِلُهْ

وكَمْ مِنْ مَقَامٍ قَدْ شَهِدْنَا بِخُطَّةٍ

نَشُجُّ ونَأْسُو أَوْ كَرِيمٍ نُفَاضِلُهْ

وكَمْ مِنْ كَمِيٍّ قَدْ شَكَكْنَا قَمِيصَهُ

بِأَزْرَقَ عَسَّالٍ إِذَا هُزَّ عَامِلُهْ

وإِنَّا لَنَحْدُو الأَمْرَ عِنْدَ حُدَائِهِ

إِذَا عَيَّ بِالأَمْرِ الفَظِيعِ قَوَابِلُهْ

نُعِينُ عَلَى مَعْرُوفِهِ ونُمْرُّهُ

عَلَى شَزَرٍ حَتَّى تُجَالَ جَوَائِلُهْ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ يَخْلُفُ نَسْلُهُ

ويَأْتِي عَلَيهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ

فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا المَالُ عَارَةٌ

وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آَكِلُهْ

وأَهْوَنُ مَفْقُودٍ وأَيْسَر هَالِكٍ

عَلَى الحَيِّ مَنْ لاَ يَبْلُغُ الحيَّ نَائِلُهْ

ومُضْطَرِبِ النَّسْعَيْنِ مُطَّردِ القَرَى

تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُهُ وفَلاَئِلُهْ

ذَوَاتُ البَقَايَا البُزْلُ لاَ شَيْءَ فَوْقَهَا

ولاَ دُونَهَا أَمْثَالُهُ وقَتَائِلُهْ

رَمَيْتُ بِهِ الموْمَاةَ يَرْجُفُ رَأْسُهُ

إِذَا جَالَ في بَحْرِ السَّرَابِ جَوَائِلُهْ

إِذَا ظَلتِ العِيسُ الخَوَامِسُ والقَطَا

مَعَاً في هَدَالٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ مَائِلُهْ

تَوَسَّدَ أَلْحِي العِيسِ أَجْنِحَةَ القَطَا

ومَا في أدَاوَى القَوْمِ خِفُّ صَلاَصِلُهْ

وغَيْثٍ تَبَطَّنْتُ النَّدَى في تِلاَعِهِ

بِمُضْطَلِعِ التَّعْدَاءِ نَهْدٍ مَرَاكِلُهْ

شَدِيدِ مَنَاطِ القُصْرَيَيْنِ مُصَامِصٍ

صَنِيعِ رِبَاطٍ لمْ تُغَمَّزْ أَبَاجِلُهْ

غَدَوْتُ بِهِ فَرْدَيْنِ يُنْغِضُ رَأْسَهُ

يُقَاتِلُني حَالاً وحَالاً أُقَاتِلُهْ

فَلَمَّا رَأَيْتُ الوَحْشَ أَيَّهْتُ وانْتَحَى

بِهِ أَفْكَلٌ حَتى اسْتَخَفَّتْ خَصَائِلُهْ

تَمَطَّيْتُ أَخْلِيهِ اللِّجَامَ وبَذَّنِي

وشَخْصي يُسَامِي شَخْصَهُ وَيُطَاوِلُهْ

كَأَنَّ يَدَيْهِ والغُلاَمُ يَنُوشُهُ

يَدَا بطَلٍ عَارِي القَمِيصِ أُزَوِالُهْ

فمَا نيل حَتَّى مَدَّ ضَبْعِي عِنَانَهُ

وقُلْتُ مَتَى مُسْتَكْرَهُ الكَفِّ نَائِلُهْ

وحَاوَطْتُهُ حَتَّى ثنيْتُ عِنَانَهُ

عَلَى مُدْبِرِ العِلْبَاءِ رَيَّانَ كاهِلُهْ

فَأَلْجَمْتُهُ مِنْ بَعْدِ جَهْدٍ وقَدْ أَتَى

مِنَ الأَرْضِ دُونَ الوَحْشِ غَيْبٌ مُجاهِلُهْ

فَلَمَّا احْتَضَنْتُ جَوْزَهُ مَالَ مَيْلَةً

بِهِ الغَرْبُ حَتَّى قُلْتُ هَلْ أَنَا عَادِلُهْ

وأَغْرَقَنِي حَتَّى تَكَفتَ مِئْزَرِي

إِلى الحُجْزَةِ العُلْيَا وطَارَتْ ذَلاَذْلُهْ

فَدَلَّيْتُ نَهَّاماً كَأَنَّ هُوِيُّ

هُويُّ قُطَامِيٍّ تَلَتْهُ أَجَادِلُهْ

عَلَى إِثْر شَحّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُهُ

يَمُجُّ لُعَاعَ العِضْرِسِ الجَوْنِ سَاعِلُهْ

مُفِجٌّ مِنَ الَّلائِي إِذَا كُنْتَ خَلْفَهُ

بَدَا نَحْرهُ مِنْ خَلْفِهِ وجَحَافِلُهْ

إذَا كَانَ جَرْيُ العَيْر في الوَعْثِ دِيمَةً

تَغَمَّدَ جَرْيَ العَيْرِ في الوَعْثِ وَابِلُهْ

فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا في الغُبَارِ حَبَسْتُهُ

مَدَى النَّبْلِ يَدْمَى مِرْفَقَاهُ وفَائِلُهْ

وجَاوَزَهُ مُسْتَأْنِسُ الشُّأْوِ شَاخِصٌ

كَمَا اسْتَأْنَسَ الذِّئْبَ الطَّرِيدُ يُغَاوِلُهْ

فَأَعْصَمْتُ عَنْهُ بِالنُّزُولِ مُجَلِّحاً

كَتَيْسِ الظِّبَاءِ أَفْزَعَ القّلْبَ حَابِلُهْ

فَأَيَّهْتُ تَأْييهاً بِهِ وَهْوَ مُدْبِرٌ

فَأَقْبَلَ وَهْوَاهاً تَحَدَّرَ وَاشِلُهْ

خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفَالجِيِّ يَنُوشُني

بِخَبْطِ يَدَيْهِ عِيلَ مَا هُوَ عَائِلُهْ

إِذَا مَأْقِيَاهُ أَصْفَقَا الطرْفَ صَفْقَةً

كَصَفْقِ الصَّنَاعِ بِالطِّبَابِ تُقَابِلُهْ

حَسِبْتُ الْتِقَاءَ مَأْقِيَيْهِ بِطَرْفِهِ

سُقُوطَ جُمَانٍ أَخْطَأَ السِّلْكَ وِاصِلُهْ

تَرَى النُّعَرَاتِ الخُضْرَ تَحْتَ لَبَانِهِ

فُرَادَى ومَثْنَى أَصْعَقَتْهَا صَوَاهِلُهْ

فَرِيساً ومَغْشِيّاً عَلَيْهِ كَأَنَّهُ

خُيُوطَةُ مِارِيٍّ لَوَاهُنَّ فَاتِلهْ

وَكَمْ مِنْ إِرَانٍ قَدْ سَلَبْتُ مَقِيلَهُ

إِذَا ضَنَّ بِالْوَحْشِ العِتَاقِ مَعَاقِلُهْ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.